في ظلّ عدم مقابلته فتاة مناسبة لتكوين أسرة حتى الآن، لم يجد إيفان، وهو مهندس روسي في منتصف الثلاثينيات، بديلاً من البحث عن شريكة حياة سوى حفلات التعارف السريع التي تنظمها عشرات الشركات المختصة، أملاً في الظفر بتلك الشريكة. يقول لـ"العربي الجديد": "أعمل في قطاع الصناعات العسكرية، حيث جميع الزملاء من الرجال، مما يضعف من الآمال في إيجاد شريكة مناسبة في محيط العمل. أما السهر والتعارف في الحانات، فلا يناسبني، لأنّني لا أتناول الكحول على الإطلاق".
منذ بدء حضوره مثل هذه الحفلات، تعرف إيفان على بضع فتيات، مما أدى إلى علاقات سطحية لم يتوج أيّ منها بالزواج أو الارتباط بعد، مما دفعه للاستمرار في المشاركة فيها بين الحين والآخر.
دوافع النساء لا تختلف كثيراً عن دوافع الرجال، إذ توضح مارينا (30 عاماً)، وهي تعمل محاسبة، أنّها تعمل ضمن فريق نسائي، ولا تجد فرصاً كثيرة لمقابلة الشبان، ولا تحبذ التعارف في الشارع أو الأماكن العامة.
وفي الوقت الذي يبحث فيه مئات الآلاف من الشبان والفتيات في العاصمة الروسية عن شريك يصلح لإقامة علاقة دائمة، تحولت حفلات التعارف السريع إلى "بزنس" متكامل يجمع بين تحقيق الأرباح ومساعدة الزبائن في التعارف على أكثر من عشرة أشخاص من الجنس الآخر خلال السهرة الواحدة.
اقــرأ أيضاً
"فاست لايف" واحدة من أشهر الشركات في هذا المجال، تنظم حفلات تعارف يومية لمختلف الفئات العمرية، ما أسفر عن تكوين عشرات العائلات، ناهيك عن علاقات لم تتوج بزواج رسمي بعد.
ألف روبل (نحو 18 دولاراً أميركياً) هو رسم المشاركة للرجال والنساء في الفئة العمرية المتوسطة، ونصف هذا المبلغ للفتيات في الفئة العمرية الشبابية، وذلك بحجز مسبق لضمان توازن بين عدد المشاركين من الجنسين. عند الوصول إلى المطعم، حيث ينظم الحفل، يحصل كلّ مشارك على رقم تعريفي، وورقة لإبداء تقييم حول من يتحدث معهم، على أن يضع علامة (+) في حال تمنى التواصل بعد الحفل أو (-) إن قرر الاكتفاء بالتحدث أثناء السهرة.
بعد دق الجرس، يبدأ الشبان بالتحدث مع الفتيات لمدة خمس دقائق، إلى أن يدق الجرس مرة أخرى في إشارة إلى أنّه حان وقت لإبداء الرأي وانتقال الشبان إلى المائدة ذات الرقم التالي.
بالرغم من أنّ فترة الدقائق الخمس غير كافية لمعرفة الشخص، إلاّ أنها تتيح، وفق المنظمين، الجمع بين تكوين الانطباع الأولي والتعرف إلى عدد كبير من الأشخاص على وجه السرعة وبعيداً عن ازدحام شوارع موسكو وملاهيها الليلية وضجيجها. وبعد ساعات على انتهاء الحفل، يتلقى المشاركون رسائل بريد إلكتروني مع بيانات وصور من تطابقت علامات (+) معهم وأرقام هواتفهم للتواصل وتحديد موعد للمقابلة إن أرادوا.
دفع الإقبال المتزايد على حفلات التعارف بالمنظمين نحو تنويع أنشطتهم من خلال تنظيم حفلات صامتة يحظر خلالها التحدث، بل يتعرف الرجال إلى النساء بنظرة العيون، وأخرى باللغة الإنكليزية لمن يريد تقوية مهاراته اللغوية والتعرف إلى الأجانب المقيمين في موسكو، وحتى حفلات خاصة للقوميات المسلمة مثل التتار والبشكير.
وفي ظل شعبية حفلات التعارف، تحتدم على منتديات الإنترنت نقاشات حول الجدوى منها، تظهر انقساماً بين من يعتبرها إهداراً للوقت لطابعها المسرحي، وجمعها أشخاصاً من دون أيّ اهتمامات مشتركة، مقابل قناعة آخرين بأنّها فرصة حقيقية لإيجاد شريك مناسب أو كحدّ أدنى، تطوير مهارات التواصل والوصول إلى ما يعرف في علم النفس بـ"منطقة الأمان"، إذ إنّها أفضل من تصفح تطبيقات التعارف على الهاتف الذكي.
وسط ازدحام المدن الكبرى وهموم الدراسة والعمل، يلجأ عدد متزايد من الشبان والفتيات إلى أساليب غير تقليدية للتعارف، وفي مقدمتها مواقع وتطبيقات على الإنترنت، بالإضافة إلى وكالات الزواج وحفلات التعارف.
اقــرأ أيضاً
وعلى عكس النجاح الذي حققه التعارف السريع في موسكو، إلاّ أنّه لا يحظى بأيّ إقبال يذكر في المدن الصغيرة، كون سكانها أقل انفتاحاً على كلّ ما هو جديد. حاولت ألكسندرا استنساخ تجربة موسكو في مدينتها تولا التي لا يزيد عدد سكانها عن نصف مليون نسمة، من دون أن تلاقي أي رواج بين سكانها. تقول لـ"العربي الجديد": "بصعوبة شديدة ننظم حفلاً واحداً كلّ ثلاثة أشهر، وعلى عكس موسكو، في كلّ مرة يكون عدد النساء أكبر من الرجال، كما يلتقي المشاركون خلال الحفل معارف التقوا بهم في مناسبات أخرى. لم تسفر حفلاتنا في تولا إلاّ عن حالتي زواج حتى الآن".
منذ بدء حضوره مثل هذه الحفلات، تعرف إيفان على بضع فتيات، مما أدى إلى علاقات سطحية لم يتوج أيّ منها بالزواج أو الارتباط بعد، مما دفعه للاستمرار في المشاركة فيها بين الحين والآخر.
دوافع النساء لا تختلف كثيراً عن دوافع الرجال، إذ توضح مارينا (30 عاماً)، وهي تعمل محاسبة، أنّها تعمل ضمن فريق نسائي، ولا تجد فرصاً كثيرة لمقابلة الشبان، ولا تحبذ التعارف في الشارع أو الأماكن العامة.
وفي الوقت الذي يبحث فيه مئات الآلاف من الشبان والفتيات في العاصمة الروسية عن شريك يصلح لإقامة علاقة دائمة، تحولت حفلات التعارف السريع إلى "بزنس" متكامل يجمع بين تحقيق الأرباح ومساعدة الزبائن في التعارف على أكثر من عشرة أشخاص من الجنس الآخر خلال السهرة الواحدة.
"فاست لايف" واحدة من أشهر الشركات في هذا المجال، تنظم حفلات تعارف يومية لمختلف الفئات العمرية، ما أسفر عن تكوين عشرات العائلات، ناهيك عن علاقات لم تتوج بزواج رسمي بعد.
ألف روبل (نحو 18 دولاراً أميركياً) هو رسم المشاركة للرجال والنساء في الفئة العمرية المتوسطة، ونصف هذا المبلغ للفتيات في الفئة العمرية الشبابية، وذلك بحجز مسبق لضمان توازن بين عدد المشاركين من الجنسين. عند الوصول إلى المطعم، حيث ينظم الحفل، يحصل كلّ مشارك على رقم تعريفي، وورقة لإبداء تقييم حول من يتحدث معهم، على أن يضع علامة (+) في حال تمنى التواصل بعد الحفل أو (-) إن قرر الاكتفاء بالتحدث أثناء السهرة.
بعد دق الجرس، يبدأ الشبان بالتحدث مع الفتيات لمدة خمس دقائق، إلى أن يدق الجرس مرة أخرى في إشارة إلى أنّه حان وقت لإبداء الرأي وانتقال الشبان إلى المائدة ذات الرقم التالي.
بالرغم من أنّ فترة الدقائق الخمس غير كافية لمعرفة الشخص، إلاّ أنها تتيح، وفق المنظمين، الجمع بين تكوين الانطباع الأولي والتعرف إلى عدد كبير من الأشخاص على وجه السرعة وبعيداً عن ازدحام شوارع موسكو وملاهيها الليلية وضجيجها. وبعد ساعات على انتهاء الحفل، يتلقى المشاركون رسائل بريد إلكتروني مع بيانات وصور من تطابقت علامات (+) معهم وأرقام هواتفهم للتواصل وتحديد موعد للمقابلة إن أرادوا.
دفع الإقبال المتزايد على حفلات التعارف بالمنظمين نحو تنويع أنشطتهم من خلال تنظيم حفلات صامتة يحظر خلالها التحدث، بل يتعرف الرجال إلى النساء بنظرة العيون، وأخرى باللغة الإنكليزية لمن يريد تقوية مهاراته اللغوية والتعرف إلى الأجانب المقيمين في موسكو، وحتى حفلات خاصة للقوميات المسلمة مثل التتار والبشكير.
وفي ظل شعبية حفلات التعارف، تحتدم على منتديات الإنترنت نقاشات حول الجدوى منها، تظهر انقساماً بين من يعتبرها إهداراً للوقت لطابعها المسرحي، وجمعها أشخاصاً من دون أيّ اهتمامات مشتركة، مقابل قناعة آخرين بأنّها فرصة حقيقية لإيجاد شريك مناسب أو كحدّ أدنى، تطوير مهارات التواصل والوصول إلى ما يعرف في علم النفس بـ"منطقة الأمان"، إذ إنّها أفضل من تصفح تطبيقات التعارف على الهاتف الذكي.
وسط ازدحام المدن الكبرى وهموم الدراسة والعمل، يلجأ عدد متزايد من الشبان والفتيات إلى أساليب غير تقليدية للتعارف، وفي مقدمتها مواقع وتطبيقات على الإنترنت، بالإضافة إلى وكالات الزواج وحفلات التعارف.
وعلى عكس النجاح الذي حققه التعارف السريع في موسكو، إلاّ أنّه لا يحظى بأيّ إقبال يذكر في المدن الصغيرة، كون سكانها أقل انفتاحاً على كلّ ما هو جديد. حاولت ألكسندرا استنساخ تجربة موسكو في مدينتها تولا التي لا يزيد عدد سكانها عن نصف مليون نسمة، من دون أن تلاقي أي رواج بين سكانها. تقول لـ"العربي الجديد": "بصعوبة شديدة ننظم حفلاً واحداً كلّ ثلاثة أشهر، وعلى عكس موسكو، في كلّ مرة يكون عدد النساء أكبر من الرجال، كما يلتقي المشاركون خلال الحفل معارف التقوا بهم في مناسبات أخرى. لم تسفر حفلاتنا في تولا إلاّ عن حالتي زواج حتى الآن".