يتمكن المكفوفون بالمركز القومي لاتحاد وتأهيل المكفوفين في مدينة أم درمان، في العاصمة السودانية الخرطوم، من ممارسة حياتهم الطبيعية عبر تأهيلهم وتنمية قدراتهم، ومساعدتهم على تحدي الصعاب التي تواجههم، والإبداع الذي يقهر عتمة الإبصار ويحولها إلى نور يبهج يومياتهم.
كاميرا "العربي الجديد"، التقت العديد من المكفوفين بالاتحاد للتطرق إلى تجربتهم في ممارسة حياتهم بدءاً من الأنشطة الرياضية، مرورا باستخدام الحاسوب، وصولاً إلى إعداد الديكورات اليدوية.
ولا يعمل الاتحاد لتأهيل المكفوفين على خلق التواصل الاجتماعي فحسب، لكنه يساعدهم على اكتساب مؤهلات ومهارات جديدة، ما يضعهم على طريق الإبداع.
العشريني أشرف بشرى عبد الله، الأمين الرياضي والثقافي للاتحاد، الذي تحدى إعاقته وانخرط في المجتمع، وعمل على خدمة الآخرين من المكفوفين، أوضح لـ"العربي الجديد" أن الاتحاد لديه نشاطات رياضية عدة أهمها لعبة "الدومينو" التي تعلمها عن طريق اللمس، التي يلعبها المكفوفون بأسلوب مغاير لذلك المعتمد لدى المبصرين، إذ تكون أحجارها غير مرصوصة، مشيراً إلى أنها أشهر وافضل الألعاب الذهنية للمكفوفين، لأنها لا تحتاج للبصر، ويمكن للكفيف عد النقاط أو الثقوب الموجودة في حجارتها.
ويسرد أشرف أن اللعبة هي مجموعة من القطع على شكل مستطيل عددها 28 قطعة، وكل قطعة مقسمة إلى جزئين بخط في وسطها، وكل جزء عليه مجموعة من النقاط أو الدوائر تمثل الأرقام. وأوضح أن لاعبين أو أربعة يتبادلون الحجارة المناسبة تباعا.
وتروي ريهام بشير، أنها التحقت بالمركز قبل شهر في مشروع الإبصار الإلكتروني، من أجل تعزيز إمكاناتها واندماجها في المجتمع. وأشارت إلى أن المشروع يتكون من شقين الأول يتعلق بمعامل حاسوب مجهزة ببرامج تتناسب مع فاقدي البصر مزودة ببرنامج إبصار الناطق، والشق الثاني يتضمن برامج تدريبية في مبادئ وأساسيات الحاسوب.
وتشير إلى أن مشروع "إبصار" يستخدم برمجيات القراءة والكتابة للمكفوفين التي تتيح قراءة الوثائق الورقية والإلكترونية والاطلاع على البريد الإلكتروني، وكتابة المستندات وحفظها.
وتشير إحصاءات رسمية إلى أن عدد المكفوفين في السودان وصل لنحو 225 ألف مواطن، بحسب الأمين العام لاتحاد المكفوفين نور الدائم إبراهيم.
أما الأربعيني عبد الله عبد الرحيم آدم، فقد تحدى الجميع بتعلم مهنة النجارة، والتحق بالمركز منذ 6 سنوات حتى أصبح معلماً ولديه مجموعة من الطلاب المكفوفين، يدربهم على تعلم المهنة.
ويوضح أن النجارة ليست مهنة صعبة لكنها تحتاج إلى التركيز للوصول إلى الإبداع، مشيرا إلى أنه يعتمد على نفس الأدوات والمعدات التي يستخدمها النجار المبصر ما عدا المتر والقلم.
وعن الصعوبات التي يواجهها أكد عبد الله عدم وجود أي صعوبات في قسم النجارة، لكن ينقصه توفير المواد باستمرار، لافتا إلى أنهم لم يجدوا الفرصة الكاملة لعرض منتجاتهم بأسلوب جيد.
وعن الأعمال اليدوية تقول المشرفة على المشروع بالاتحاد، إن الأعمال اليدوية تعمل على تنمية الحواس وتنمي مهارة الكفيف، بالإضافة إلى كونها مصدر دخل لهم، مشيرة إلى تعلمهم صنع المنتجات التي تحتاج إليها المنازل والأسواق مثل علاقة المفاتيح، والديكورات المنزلية.