مقتل وإصابة عشرات الإيرانيين خلال احتفالات ليلة "أربعاء النار"

13 مارس 2018
نار عيد النوروز في إيران (عطا كناري/ فرانس برس)
+ الخط -

أطلق الإيرانيون، مساء اليوم الثلاثاء، أول طقوس احتفالات استقبال "عيد النوروز"، المعروف باسم "ليلة الأربعاء الأحمر"، أو "أربعاء النار"، فأشعلوا النيران، وأطلقوا المفرقعات والألعاب النارية بكثافة، وهي طقوس تستمر طيلة ساعات الليل حتى فجر الأربعاء، ما تسبب بمقتل أربعة أشخاص وإصابة 1799 آخرين بحروق مختلفة في عموم إيران.

وأكدت مؤسسة الطوارئ الإيرانية وقوع عشرات الإصابات بحروق متفاوتة في العاصمة طهران وحدها خلال ساعات الليل الأولى، وتوقّعت أن ترتفع الأعداد خلال ساعات الليل، كما ذكرت أن بعض المصابين كانوا من المارة الذين تعرضوا لحروق من جراء الألعاب النارية، وأن آخرين أصيبوا بحروق خطرة خلال تحضيرهم لمفرقعات ومواد قابلة للانفجار يدوياً.
ووقع انفجار في شرفة أحد المنازل الواقعة في مدينة كرج، القريبة من طهران، وأدّى إلى إصابة فتى وفتاة بحروق شديدة، كذلك حدث انفجار خلال تحضير ألعاب نارية داخل منزل في منطقة باقر شهر، وأدى لإصابتين أخريين.
وأعلنت الشرطة الإيرانية عن اعتقال 8 أفراد في طهران، من "مرتكبي أفعال تؤثر على الأمن العام خلال الاحتفاليات". 

ونشرت قوات الطوارئ سيارات إسعاف وإطفاء في أكثر من 173 نقطة بالعاصمة طهران، ووضعت الطواقم الطبية في حالة تأهب في المستشفيات كافة، وخاصة الحكومية، وحذّرت السلطات المواطنين من التسبب بإحراق الأشجار أو حرق حاويات النفايات خلال الاحتفالات.

ويحتفل الإيرانيون بعيد النوروز وقدوم السنة الجديدة في 21 مارس/ آذار من كل عام، بينما "الأربعاء الأحمر" طقس يرتبط بأساطير قديمة ترجع إلى عهد الملك جمشيد (559 قبل الميلاد). واعتبرت النار رمزاً للطهارة والحكمة حين انتشرت "الزرادشتية" كدين رسمي لإيران قبل قرون، لذا كان القفز فوق النار في احتفال الأربعاء الأحمر طقساً أساسياً، ويسعى من يقفز فوقها إلى التطهر، ليبدأ عامه الجديد بلا ذنوب، وهو طقس ما زال بعض الإيرانيين يكررونه حتى اليوم في ساعات الليل المتأخرة.

ويرمز اللون الأحمر إلى الصحة والنشاط، ويتردّد أن الإيرانيين في بلاد فارس القديمة كانوا يحرصون على بقاء النار مشتعلة لمدة عشرة أيام، وكانت مهمة إشعالها تقع على عاتق الحكماء ورجال الدين الزرادشتيين.
دلالات