نحو ربع اللاجئين فقط يصلون للتعليم الثانوي

10 مارس 2018
صعوبات كبيرة تمنع اللاجئين من المدرسة (تويتر)
+ الخط -
أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أن 23 في المائة من اللاجئين بعمر المراهقة يتمكنون من ارتياد المدارس في مرحلة التعليم الثانوي، وأن عدد الإناث منهم لا يتخطى نصف عدد نظرائهن من الذكور، رغم أنهن يشكلن نصف عدد اللاجئين في سن التمدرس.

وأوضحت المفوضية، في تقرير نشرته أول من أمس، أن التعليم بالنسبة لملايين النساء والفتيات من بين جموع اللاجئين المتزايد عددهم حول العالم، لا يزال طموحاً وليس واقعاً.

وأشارت المفوضية، في تقريرها المنشور عبر موقعها الإلكتروني، أول من أمس، إلى أنه "من الصعب جداً التحاق الأطفال اللاجئين بالمدارس مقارنةً بالأطفال غير اللاجئين. وتزداد الصعوبة في إيجاد مكان في المدارس للفتيات اللاجئات، والحفاظ عليه. ومع تقدمهن في العمر، يواجهن المزيد من التهميش وتتسع الفجوة من حيث نوع الجنس لتصبح أكبر في المدارس الثانوية".

وأوضحت أن 61 في المائة من الأطفال اللاجئين يتمكنون من الوصول إلى التعليم الابتدائي مقارنةً بمعدل دولي نسبته 91 في المائة. أما على مستوى التعليم الثانوي، فقد أشارت إلى أن 23 في المائة من الفتيات والفتيان اللاجئين في سن المراهقة يرتادون المدارس مقارنةً بمعدل يبلغ 84 في المائة حول العالم.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، تعليقاً على التقرير الذي صدر تحت عنوان "دورها": "حان الوقت ليعترف المجتمع الدولي بالظلم الناتج عن حرمان الفتيات والنساء اللاجئات من التعليم. إن هذه النتائج دعوة لإيقاظ العالم من سباته، وأدعو الجميع للانضمام للدعوة: إنه دورها".

ويظهر تقرير المفوضية أن الأعراف الاجتماعية والثقافية غالباً ما تولي الأولوية للفتيان في الدخول إلى المدرسة. وتحول المرافق الضعيفة، مثل عدم توفر مراحيض ملائمة ولوازم النظافة الصحية للنساء، دون دخول الفتيات اللاجئات إلى المدارس، بالإضافة إلى تكاليف الكتب والزي الرسمي وأجور وسائل النقل إلى المدرسة.

وأضاف غراندي: "إيجاد الحلول للتحديات التي تواجهها الفتيات اللاجئات لضمان التحاقهن بالمدرسة إجراءات تقع على عاتق وزارات التعليم الوطنية ومؤسسات تدريب المعلمين في المجتمعات والصفوف المدرسية لضمان أفضل الممارسات وحماية الفتيات من أي شيء قد يمنعهن من الذهاب إلى المدرسة، إضافة إلى جهود دولية لا بد من بذلها لتغيير الوضع".




ولمساعدة المزيد من الفتيات اللاجئات في الحصول على تعليم نوعي، يسلط تقرير المفوضية الضوء على عدد من الإجراءات والسياسات الفعالة والقابلة للتنفيذ. ويعتبر أنه في حال كان اللاجئون الراشدون قادرين على العمل وإعالة أسرهم، فمن المرجح أن يسمحوا لأطفالهم بالبقاء في المدرسة.

ويؤكد التقرير أنه "لا ينبغي أن تتغيب أية فتاة عن المدرسة بسبب أن الطريق إليها بعيد جداً أو محفوف بالمخاطر، إضافة إلى وجوب حماية الفتيات اللاجئات من التحرش والاعتداء الجنسي والاختطاف على الطريق إلى المدرسة".

ويشير التقرير إلى أن التعليم النوعي من شأنه أن يؤمن الحماية للفتيات اللاجئات، كونه يحد من تعرضهن للاستغلال والعنف الجنسي والقائم على نوع الجنس، وللحمل أثناء سن المراهقة، وزواج الأطفال. ورأى أن حصول جميع النساء على التعليم الابتدائي يسهم في الحد من وفيات الأطفال نتيجة الإسهال والملاريا والالتهاب الرئوي.

وأكد أن التعليم يمكّن الفتيات من تحقيق تقدم على صعيد المهارات القيادية والريادة في الأعمال والاعتماد على الذات والصمود.

وقال غراندي: "إذا استمررنا بإهمال تعليم الفتيات اللاجئات، فمن الواضح أن النتائج ستمتد على مدى أجيال. حان الوقت لإيلاء الأولوية لتعليم الفتيات اللاجئات".


(العربي الجديد)

المساهمون