تسبّب نوعٌ من تمر الرطب الإيراني، الذي كشفت دائرة الصحة اسمه وصورة لمنتجه، في موجة ذعرٍ بين المستهلكين بعد إصابة 13 شخصاً بالتهاب الكبد الوبائي من الفئة "أ". ويتبين، حسب المعهد الوطني للأوبئة والأمصال، أن "تلوث هذا المنتج (تمر الرطب) بفيروس انتقل إلى مستهلكين بعد الشراء من سلسلة متاجر (ريما 1000)".
وحذرت دائرة الصحة في بيان لها، مساء الأربعاء، المواطنين (بوضع صورة والرقم التسلسلي للمنتج، بعد سحبه) من أن "العدوى يمكن أن تبقى أعراضها كامنة لمدة 28 -50 يوماً قبل أن تظهر".
الأمر أثار خوفاً بين من اشترى أو استهلك هذا المنتج الملوث، ما دفع القنوات الرسمية والصحف إلى "ضرورة توخي الحذر والتخلص من التمر، ومراجعة الأطباء فور ظهور أي من الأعراض المرتبطة".
وعددت دائرة الصحة ووزارة الغذاء في كوبنهاغن أعراض الإصابة بالتهاب الكبد الوبائي (وهو مرض غير منتشر بتاتاً في البلد ويتوفر علاجه لكل المواطنين)، معتبرة إياه "أكثر انتشاراً في مناطق حوض البحر المتوسط، ويمكن للعدوى أن تنتقل من خلال التواصل المباشر مع المصابين أو بتلوث الأغذية. ومن أهم الأعراض اليرقان والإصابة بالإرهاق، الغثيان والإسهال وتحول البراز إلى اللون الفاتح والبول إلى لون داكن، ويمكن للمرض أن يبقى في الجسم لثلاثة أشهر".
وعادة ما تأخذ الدنمارك صحة ونوعية الغذاء بشكل جدي لا يمكن التراخي به حتى لو كان منتجاً محلياً من خلال مؤسسات عدة، رسمية كوزارة الغذاء ودائرة الصحة، وغير رسمية كمؤسسة حماية مصالح المستهلك.
وينتشر الفيروس من الفئة (a)، وفقاً لمعهد الأوبئة والأمصال، بين بعض القادمين من دول خارج أوروبا، وبين بعض الرحالة الدنماركيين(المسافرين حول العالم)، والذين لم يحصلوا على اللقاح فيعودون حاملين للفيروس، بالإضافة إلى انتشاره بين متعاطي المخدرات وفئات تمارس الجنس بطريقة غير آمنة، بحسب دائرة الصحة.
وبالرغم من كل الاحتياطات الصحية التي تقوم بها الدنمارك، إلا أنها تشهد سنوياً إصابة 20 إلى 30 حالة، في الأغلب تحت سن العشرين، ممن زاروا بلادهم الأصلية دون أخذ الاحتياطات الطبية اللازمة. ويأخذ العلاج، تحديداً لهذا النوع من الإصابة الفيروسية، طابعاً غير دوائي، فيعتمد الدنماركيون بشكل أساسي على تقوية المناعة عند المصاب للتخلص من التهاب الكبد في درجته هذه، وتعتمد على الغذاء ومقويات وراحة وعدم التدخين وشرب الخمور حتى لا يصاب الكبد بمزيد من الأضرار.
معهد الأوبئة والأمصال، بصفته مؤسسة تابعة للدولة، يرى في فيروس التهاب الكبد "مرضاً خطيراً، لكن ليس بدرجة أن يعيش الإنسان حالة خوف ورعب وتفكير بأنه مميت، لكنه بلا شك أمر محبط لمرض طويل"، وفقاً لكبير الباحثين في المعهد، ستين اإثيلبيرغ.
وفي ذات الوقت يؤكد المعهد لطمأنة الشارع بأن "معظم التمور في الدنمارك لا تحتوي هذا الفيروس، فلا قلق من تلك التي تناولها الشعب في فترة أعياد الميلاد وما تلاها (وهي عادة ترتبط باحتفالات أعياد الميلاد على موائد الدنماركيين)".
التحقيق السريع لهيئة الغذاء والصحة، توصل إلى أن مصدر العدوى بالفيروس الوحيد هو نوع من التمور، "فبعد التحقق من المرضى وما تناولوه خلال الشهر الماضي كان التمر الإيراني مصدره، وتم ابتياعه في كل الحالات من سلسلة متاجر "ريما توزيند" النرويجية في الدنمارك، ولذلك قامت دائرة الصحة على الفور بمصادرة كل التمور". وطالبت المؤسسات الغذائية والصحية المواطنين الذين تناولوا التمر "بالتنبه لأعراض الإصابة ومراجعة الأطباء فوراً".