أكدت نتائج دراسة نشرها مركز "إيفوب" للأبحاث عن العنف الجنسي في فرنسا، أن 12 في المائة من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع تعرضن للاغتصاب، و48 في المائة تعرضن للتحرش.
ولفتت الدراسة التي أجريت لصالح مؤسسة "جان جوريس" ونشرت أول من أمس الخميس، أن العنف الجنسي لم يستثن أي امرأة، بغض النظر عن عمرها أو طبقتها الاجتماعية. وأشارت إلى أن 58 في المائة من النساء اللواتي شملهن الاستطلاع أشرن إلى أنهن ضحايا لسلوك غير لائق، وأن 50 في المائة من النساء تعرضن للإهانات أو ملاحظات جنسانية، وأن 45 في المائة تلقين إيماءات مع دلالات جنسية، وأن 43 في المائة تعرضن للمس بطابع جنسي دون رضاهن. وتلقت 29 في المائة من النساء المستطلعات رسائل إباحية عن طريق البريد الإلكتروني أو الرسائل القصيرة.
وخلصت الدراسة إلى أن 12 في المائة من النساء اللاتي شملهن الاستطلاع تعرضن للاغتصاب. وتقول عالمة الاجتماع أليس ديبوش، وهو باحث مشارك في الدراسة، في مقابلة أجراها معها موقع "فرانس إنفو" أمس إن "12 في المائة مع هامش الخطأ، هو أعلى بقليل من المسوحات الإحصائية الأخرى، والنسبة من حيث الحجم لا تفاجئني".
ووجدت الدراسة أيضاً أن ما بين 32 في المائة و44 في المائة من النساء اللائي تعرضن للاغتصاب فكرن بالانتحار، وبين 16 في المائة و27 في المائة حاولن الانتحار. وتعلق ديبوش بالقول: "فيما عدا الاغتصاب، فإن العنف الجنساني بأنواعه يتعلق بالمجتمع الفرنسي بأسره، وهو ليس مشكلة هامشية".
— Ifop (@IfopOpinion) February 23, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأكدت الدراسة ما سبقها من تحقيقات وأبحاث أن معظم ضحايا الاعتداء أو الاغتصاب يعرفن المعتدي. وبيّنت أن 78 في المائة و88 في المائة من النساء المشمولات بالاستطلاع قلن إنهن يعرفن المعتدي عليهن، الذي غالبا ما يكون الزوج أو أحد أفراد العائلة. وفي الواقع، يحدث الاغتصاب في منزل الضحية في 36 إلى 48 في المائة من الحالات.
— Fondation JeanJaurès (@j_jaures) February 23, 2018 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
وأشارت ديبوش إلى أن "المشهد الكلاسيكي للمغتصب المجهول في موقف للسيارات ليلاً غير صحيح"، ولكن خطره يزداد في بيته.
ومنذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدأت النساء في الكلام علناً عن العنف الجنسي حيالهن مع إطلاق حملة METOO# العالمية، ورغم ذلك لا تزال المرأة تواجه صعوبة في الإخبار عن تعرضها للاعتداء الجنسي. وأوضحت الدراسة أن بين 56 و68 في المائة لم يتحدثن لأحد مطلقا عمّا حصل، وإن بين 64 و74 في المائة لم يذهبن إلى طبيب أو أخصائي في وقت لاحق.
ووفقا لآليس ديبوش إن "الأطباء ليسوا مدربين على سماع شهادات من تلك النوع من النساء". وأوضحت أنه "على المدى الطويل، نلاحظ جيل الشابات يتجرأن أكثر بالحديث عن العنف الجنسي".
يشار إلى أن الدراسة شملت 2167 امرأة في فرنسا، وهدفت إلى التركيز على حالات العنف الجنسي الأكثر خطورة، وهي الاغتصاب وطرائقها (الأماكن والجناة وسن الضحايا ...)، وتسليط الضوء على عواقبها الخطيرة جدا والآثار المستمرة على الضحايا.
(العربي الجديد)