أهالي الموصل يصارعون الحياة والعصابات تهدد أمن المدينة

11 فبراير 2018
الأهالي يطلبون تعاون قوات الأمن(فيسبوك)
+ الخط -


مع عودة الحياة إلى الساحل الأيسر من مدينة الموصل، وسعي الأهالي إلى تسيير أمور حياتهم، بدأت المدينة تشهد عمليات سطو وقتل شبه يومية في عدد من مناطقها، الأمر الذي أعاد هاجس الخوف للأهالي.

وقال أبو غانم، وهو أحد أهالي حي سومر في الساحل الأيسر، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الأهالي بعد أن عادوا إلى مناطقهم، بدأوا بحملات تطوعية لتنظيف المناطق من المخلفات والأنقاض، وأعدنا الحياة للمدينة رغم حجم الخراب الكبير فيها". وتابع "صارعنا الحياة وفتحنا محالنا ومخابزنا وأسواقنا، وبدأ الناس يعيشون حياة شبه طبيعية، من ناحية توفير المواد الغذائية والمواد الضرورية الأخرى".

وأضاف "مازلنا نعمل بجد من دون أي دعم حكومي، بدأنا بالتكيف مع الحياة، لكن جماعات مسلحة بزي عسكري صارت تظهر هنا وهناك، وتستهدف أمن المدينة"، مبينا أنّ "هذه العصابات ارتكبت عمليات خطف وقتل وسطو على المنازل والمحال التجارية، الأمر الذي يهدد أمن المدينة".

ودعا القوات الأمنية إلى "تحمل مسؤولياتها في توفير الأمن للمدينة، ومعرفة هذه العصابات والجهات التي ترتبط بها، والتعاون مع الأهالي لحفظ الأمن".

وقال ضابط في قيادة شرطة المحافظة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "تلك العصابات ترتدي زياً عسكرياً، وتنفذ عمليات سطو مسلح وخطف شبه يومية، وقتلت عددا من الأشخاص، وبينهم أطفال خلال الفترة الأخيرة".




وأوضح أنّ "العصابات بدأت تهدد أمن المدينة، وتثير الخوف في نفوس الأهالي"، مشيرا إلى أنّ "القوات الأمنية اتخذت الإجراءات الأمنية المطلوبة، وتجري عمليات تحرّ وتحقيق لرصد تلك العصابات، ووضعت خططاً أمنية، مع تكثيف الحواجز الأمنية والدوريات في الأسواق والمناطق التي سجلت فيها عمليات العنف".

وقال: "لم نتوصل حتى الآن إلى أي جهة ترتبط بها تلك العصابات، إذ من المرجح أن هناك جهات تقدم الدعم لها".

ويرجح الأهالي أن تكون تلك العصابات من بقايا مليشيات "الحشد الشعبي". وقال الشيخ غالب الشمري، وهو أحد وجهاء المدينة لـ"العربي الجديد"، إنّ "تلك الجماعات لا يمكن أن تكون غير مدعومة من قبل جهات نافذة، فهم ينفذون جرائمهم بزي عسكري، ويستقلون سيارات عسكرية".

ورجح أن "تكون تلك العصابات، من بقايا مليشيات الحشد الشعبي التي أخرجها العبادي من المدينة، لكن البعض منهم لم يخرج، وبقوا من دون أي عمل رسمي لهم"، مشددا على "ضرورة تشكيل قوات من الأهالي تعمل على حماية المناطق والأسواق، وتنسق تنسيقاً عالياً مع قيادة شرطة الموصل".

يشار إلى أنّ الحياة بدأت تعود الى طبيعتها في الساحل الأيسر، في حين لايزال الساحل الأيمن مشلولا بسبب حجم الدمار الشامل فيه.