الأمطار تخلف "بحار الطين" وتعطل الطلاب والأعمال في مصر

يتواصل الطقس السيئ في مصر لليوم الثاني على التوالي، وهطلت فجر اليوم الخميس، أمطار رعدية غزيرة، فحولت عدداً من الشوارع والميادين إلى برك من المياه ومستنقعات، وظهر ما يسميه المصريون "بحار الطين"، والتي أصابت الحركة المرورية بحالة من الشلل التام، وأعاقت المواطنين عن مغادرة منازلهم.

وتسببت الأمطار في غياب آلاف الموظفين عن أعمالهم صباح اليوم، خاصة في العاصمة القاهرة، وطالب المتضررون الجهات الحكومية بضرورة التدخل لعدم احتساب اليوم غياباً، في ظل عدم قدرتهم على الوصول إلى أعمالهم من جراء الأمطار الغزيرة منذ أمس الأربعاء.

كما تسببت الأمطار فى غياب عشرات آلاف التلاميذ عن مدارسهم، وألغت مئات المدارس طابور الصباح، كما ألغت مديريات التعليم الفترات المسائية بالمدارس بسبب سوء الطقس، وتكرر الأمر في عدد من الجامعات الحكومية والخاصة.

وشهدت القاهرة الكبرى، وعدد من محافظات مصر، سقوطاً كثيفًا للأمطار، وانخفاضا ملحوظا في درجات الحرارة، وتوقع خبراء هيئة الأرصاد الجوية تواصل سقوط الأمطار يوم غد الجمعة، على السواحل الشمالية والوجه البحري والقاهرة وسيناء، كما قد يشمل مناطق من جنوب مصر، إلى جانب انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة.

وتسببت الرياح الشديدة في سقوط عشرات الأشجار على الطرق السريعة والداخلية، مما تسبب فى إعاقة حركة المرور، وتهشم عدد من السيارات بعدد من المحافظات، وتم الدفع بعناصر الإنقاذ المدني لرفع الأشجار والسيارات المهشمة من الشوارع.

وتسبب سقوط الأمطار في إرباك حركة قطارات السكة الحديد التي تربط القاهرة بالمحافظات، وهو ما تسبب في تأخر العديد من العاملين بالأجهزة الحكومية عن الوصول إلى أعمالهم، خاصة أفراد الشرطة.
كما شهدت حركة "مترو الأنفاق" بالقاهرة الكبرى على الخطوط الثلاثة، أزمة بسبب التأخير، مما تسبب في ازدحام شديد بالمحطات، في ظل قلة عدد أتوبيسات هيئة النقل العام، وتخوف سائقي المواصلات الخاصة من الحوادث وانقلاب السيارات.
وصدرت تعليمات إلى سائقي المترو بالسير ببطء، واتباع التعليمات الصادرة لهم، فيما أكد مسؤول بالهيئة أن "قطار المترو" المقرر خروجه الساعة السادسة، خرج في الثامنة والنصف بسبب الأمطار، وطالب وزير النقل قيادات السكة الحديد والمترو بموافاته بأي تأثير على حركة القطارات خلال سقوط الأمطار، مع الإعلان عن أي تعطيل يمكن يحدث لحركة القطارات بسبب سقوط الأمطار أو تخفيض سرعة القطارات.

وفي مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، أدى انسداد بعض البالوعات ومواسير صرف المياه إلى غرق بعض الشوارع، كما تلقت غرفة عمليات محافظة الإسكندرية بلاغات حول غرق بعض المدارس بمياه الأمطار، مما آثار حفيظة أولياء الأمور الذين اضطروا إلى حمل أبنائهم للدخول إلى المدارس، وطالبوا بسرعة تدخل المسؤولين.

وفي شمال سيناء وجنوبها، تسببت الأمطار في انتشار برك المياه بالشوارع الرئيسية والميادين العامة، إلى جانب انقطاع التيار الكهربي عن عدة مناطق، فيما فضل أغلب المواطنين التزام منازلهم بسبب الأحوال الجوية.

وشهدت محافظة الفيوم، حالة الطقس الأسوأ منذ عدة سنوات، حيث ضربت المحافظة عاصفة قوية تسببت في اقتلاع بعض الأشجار بالشوارع والحدائق، وأغرقت الأمطار الشوارع، وأغلق المواطنون محلاتهم التجارية، وخلت الشوارع من المارة.