الأردنيون يحتفلون برأس السنة رغم سوء الأوضاع المادية

31 ديسمبر 2018
يستعدون للاحتفال رغم الأزمات المادية (Getty)
+ الخط -
يستعدّ الأردنيون للاحتفال بـرأس السنة الميلادية، في ظل تباين واضح بخطط الاحتفالات التي تفرضها الأوضاع الاقتصادية على المواطنين، وفق تصنيف طبقي غير معلن ترسمه القدرات المادية.


مظاهر الاحتفال بالعام الجديد بدأت بشكل مبكر، إذ توجه مواطنون منذ ساعات الصباح لشراء مستلزمات الاحتفال الذي يكون في الغالب بين الأهل والعائلة والأصدقاء، سواء في البيت أو خارجه.
واكتست متاجر وفنادق ومطاعم عمان مظاهر الزينة لاستقبال العام الميلادي الجديد، ومنها التي أعلنت برنامجها الذي تستضيف فيه فنانين لإحياء ليلة رأس السنة، كما هو الحال بفندق غراند عمان الذي يستضيف الفنان السوري جورج وسوف وفندق لوريال، الذي يحيي حفلته الفنان

اللبناني عاصي الحلاني الذي تشاركه الليلة المغنية السورية رويدا عطية، وتتراوح أسعار التذكرة الواحدة من 200 إلى 500 دولار تقريبا.

وفي وقت يذهب المترفون إلى المطاعم السياحية والفنادق، تحتضن البيوت ذوي الدخل المحدود، خاصة في ظل أجواء البرد القارس لهذا العام والتي تمنعهم من الخروج للسهر في الأماكن العامة المفتوحة، لتجلس العائلات أمام التلفاز، وتبدأ بالتنقل من محطة إلى أخرى لمشاهدة احتفالات رأس السنة.

ويعتبر أردنيون أن الاحتفالات خلقت للمترفين وطبقة الأغنياء، فالتكاليف الباهظة لحجوزات الفنادق والمطاعم السياحية الفارهة تقف حاجزا بين الرغبات والإمكانات، رغم أن الأغلبية تسعى إلى قضاء ليلة رأس السنة في أجواء احتفالية مختلفة، لوداع سنة 2018، واستقبال العام الجديد.

ويقول محمد سميح أبو شيخة لـ"العربي الجديد": "هذا العام سأحتفل برأس السنة الميلادية في المنزل برفقة عائلتي، وكأنه يوم طبيعي كباقي الأيام وذلك بسبب الظروف الاقتصادية التي مرت علينا وعلى نسبة كبيرة من الأردنيين".

ويضيف: "الاحتفال حتى لو كان بسيطا فهو مكلف ماديا لأمثالنا في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة"، موضحا أنه في الأعوام السابقة كان يحتفل مع الأهل والأقارب بإحضار الطعام والمشروبات وانتظار الثواني الأخيرة من العام للاحتفال بدخول العام الجديد وتبادل التهاني.

أما لؤي موسى فيقول لـ"العربي الجديد"، إنه سيذهب إلى أحد المطاعم ذات الأسعار المقبولة للاحتفال هو وزوجته بالعام الجديد، مشيرا إلى أن رأس السنة لهذا العام هو الأول له مع زوجته، ولم يمض على زواجهما سوى أربعة أشهر، ويوضح أنه خلال الأعوام الماضية كان يحتفل برأس السنة مع الأصدقاء، إلا أن هذا العام سيكون الاحتفال مختلفا، متمنيا للجميع عاما سعيدا.



وتقول حنان محي الدين لـ"العربي الجديد": "سنة 2018 مرت بكل فرحها وحزنها، بكل التفاصيل الصغيرة، سأحتفل هذه الليلة بحلول سنة جديدة وأنا أبتهل إلى الله أن يحفظ الأردن والأردنيين من كل شر، وأن يجعل سنة 2019، سنة خير ورخاء وصحة وعافية للجميع".

وتضيف: "أتمنى أن يعم السلام كل بلاد العرب، وأن تبقى القدس عاصمة فلسطين الأبدية، وأن يتحرر سائر التراب الفلسطيني، وتتوقف آلة القتل والدمار، وينعم الإنسان بإنسانيته بغض النظر عن دينه، عرقه، وجنسه، لأننا في نهاية الأمر بشر"، وتضيف: "سأتذكر اللاجئين في الخيام، الأسرى في السجون، المرضى، الفقير الذي لا يفوز بكسرة خبز، سأذكرهم جميعا وأدعو الله أن يرحمهم برحمته".

وككل عام، كثفت الأجهزة الأمنية من وجودها في محيط المجمعات التجارية والفنادق وأماكن تجمع المواطنين، تزامنا مع الاحتفالات برأس السنة الميلادية الجديدة، لتوفير الأمن والحماية للمواطنين والمقيمين والزوار، وكذا الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة خلال هذه المناسبة، بالإضافة إلى وضع خطة مرورية وشرطية لتسهيل الحركة ضمن المناطق التي من المتوقع أن تشهد كثافة مرورية.