أمطار السيول تُغرق المخيمات العشوائية في إعزاز السورية

20 ديسمبر 2018
الأمطار تغرق مخيمات إعزاز (فيسبوك)
+ الخط -

تسببت الأمطار الغزيرة في سيول جارفة أغرقت غالبية المخيمات العشوائية في المنطقة القريبة من مدينة إعزاز، في ريف حلب الشمالي السوري، والتي تحوي ما يزيد عن أربعين مخيما عشوائيا تضم نازحين، من تل رفعت القريبة والرقة ودير الزور، إضافة إلى مهجّرين من الغوطة الشرقية، وفلسطينيين من مخيم اليرموك، ونازحين عراقيين.

ويتجاوز عدد النازحين والمهجرين في هذه المخيمات 150 ألفا، بحسب إحصائيات محلية، وهم يعانون من نقص الخدمات الصحية والإغاثية. وقال النازح سعد العثمان، من مخيم البل، إن "مياه الأمطار دخلت غالبية الخيام، وتسببت في أزمة حقيقية، وليس بمقدورنا عمل شيء لمنع غرق الخيام وممتلكاتنا بداخلها".

وأوضح لـ"العربي الجديد"، أن "الأوضاع محزنة للغاية في المخيم، والمياه في كل مكان، وغالبية النازحين غير قادرين على شراء وقود للتدفئة ولا شراء مدافئ. لا أحد ينظر لنا، والأزمة تتكرر مع كل سيول جديدة تضرب المخيم، ونحتاج إلى عوازل لرفع الخيام عن الأرض كي لا تغرقها المياه".

وتجاوز منسوب مياه السيول في بعض المخيمات، أمس الأربعاء، النصف متر، الأمر الذي تسبب في جرف خيام كثيرة وتدمير أخرى. وقال المهجر من جنوب دمشق، ميسر العمر، لـ"العربي الجديد": "عندما يهطل المطر يصبح التنقل مستحيلاً، إذ تصبح الأرض طينية زلقة، ويتحول ذهاب الأطفال إلى المدرسة وعودتهم إلى كارثة حقيقية".

وناشد أحد نازحي مخيم الريان في نفس المنطقة، المجالس المحلية والمنظمات، أن تساعد النازحين، لأن الأزمة تتفاقم، وتنعكس خاصة على الأطفال، مضيفا أن "قنوات تصريف المياه مغلقة، والطرق سيئة، وحتى إذا أراد النازحون الذهاب إلى الطبيب لا يستطيعون".


وعزا الناشط الإغاثي أيمن المحمد، تراجع الخدمات في مخيمات الشمال السوري، خاصة مخيمات منطقة إعزاز ذات الكثافة العالية، إلى تراجع الدعم الممنوح من قبل الأمم المتحدة للمنظمات المحلية، واقتصار العمل على هيئة الإغاثة الإنسانية التركية وقليل من المنظمات المحلية.
وقال المحمد لـ"العربي الجديد"، إن "جُل المخيمات العشوائية غير مجهزة لمواجهة المطر، وليست فيها قنوات للصرف الصحي أو بنى تحتية، والنشاطات التي تقوم بها المنظمات تقتصر في الغالب على تقديم مواد غذائية أو توزيع أغطية، من دون السعي إلى إنشاء بنية تحتية أو تجهيز هذه المخيمات".