أزمة انقطاع الأدوية في تونس تتكرر وتهدد مرضى كثيرين بمضاعفات قد تصل إلى حدّ الوفاة، خصوصاً لدى مرضى القلب. فهؤلاء ما زالوا ينتظرون توافر أدويتهم، بعدما توافرت أدوية أمراض أخرى
تعيش تونس منذ أشهر عدّة أزمة حادّة يمثلها غياب عدد من الأدوية، إذ إنّ الصيدليات تشكو بمعظمها من نقص في عدد كبير منها، بلغ 200 نوع من الأدوية، بعضها خاص بالأمراض المزمنة. وقد وصل معدّل مخزون الأدوية إلى مرحلة خطيرة للمرة الأولى، ما دفع موظفي الصيدلية المركزية إلى التحذير من تراجع مخزون الأدوية، إذ لا يغطي الاحتياطي الحالي أكثر من سبعين يوماً. لكنّ وزارة الصحة تصرّ على تكذيب كلّ الأقاويل عن نقص الأدوية، مؤكدة أنّ تزويد الصيدليات اعتيادي سواء في الدواء الذي يصنّع داخل تونس، أو الدواء المستورد، فإنّ نقابة الصيادلة ونقابة الأطباء وعمادة الأطباء وغيرها من الأجهزة الطبية، تؤكد تسجيل نقص كبير في عدّة أنواع من الأدوية، ولا سيما الخاصة بالأمراض المزمنة.
بعض المرضى مجبر على رحلة بحث شاقّة من أجل الحصول على بعض الأدوية المفقودة، أو تشهد اضطراباً في تزويد الصيدليات بها، بالرغم من عودة أدوية أخرى كانت غير متوافرة في الفترة الأخيرة إلى الصيدليات. يرسل هؤلاء المرضى نداءات استغاثة عبر الإذاعات المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، بحثاً عن أنواع من الأدوية التي قد يؤدي فقدانها إلى الموت خصوصاً تلك التي لا بديل لها.
اقــرأ أيضاً
يعيد البعض الأزمة إلى ديون الصيدلية المركزية لدى المختبرات الأجنبية، فيما يرى البعض الآخر أنّ سببها تهريب كميات كبيرة من الأدوية نحو ليبيا. ومن المعروف أنّ الصيدلية المركزية لم تستخلص ديونها القديمة لدى بعض المؤسسات العمومية والمستشفيات التي تبلغ نحو 350 مليون دولار أميركي. وهو ما جعلها تعيش أزمة مالية أفقدتها عدّة أدوية مهمّة. 55 في المئة من هذه الديون لدى الصندوق الوطني للتأمين على المرض، و45 في المئة منها لدى المستشفيات.
بعض الأدوية شهد نقصاً كبيراً منذ شهرين، وارتفعت حدّة النقص في الأسبوعين الأخيرين. من بينها النقص الذي تمّ تسجيله في الدواء المضادّ لتخثر الدم "سانتروم" منذ أكثر من شهر، الذي يستعمله مرضى القلب في تونس، بحسب ما يقول الطبيب في القطاع الخاص مروان أمين لـ"العربي الجديد". يؤكد أنّ الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب تابعت الموضوع منذ بداية الأزمة، وقد أجرت عدّة لقاءات مع مسؤولي الصيدلية المركزية لمعرفة أسباب تراجع التزود بهذا الدواء، والتنبيه إلى خطورة فقدانه وفقدان بعض الأدوية الأخرى، على حياة مرضى القلب. وكانت الجمعية قد أكدت قبل أيام، أنّ الصيدلية المركزية تعهدت بتوفير كميات من الدواء خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن يقع إيجاد حلول لتفادي نقص مثل هذا الدواء على الصيدليات والمستشفيات في المستقبل.
زهيرة بنور وهي مريضة قلب، تقول لـ"العربي الجديد" إنّها تبحث عن الدواء منذ أسبوع في كلّ صيدليات محافظة المنستير، ولم تجد ضالّتها، ما دفعها إلى البحث عنه في العديد من صيدليات المحافظات الأخرى. تؤكد أنها تواجه هذه المشكلة منذ شهرين كلّما توجهت لشراء الدواء الذي غاب عن العديد من الصيدليات على غرار دواء "كوردارون" أيضاً الخاص بمرضى القلب.
من جهته، يشير الطبيب المتخصص في أمراض القلب بالمستشفى العسكري ذاكر لهيذب، في حديثه إلى "العربي الجديد" إلى تسجيل نقص كبير في "كوردارون" منذ شهرين. لكنّه فُقد منذ أسبوعين في بعض الصيدليات والمستشفيات العمومية بشكل كبير، وهو أمر خطير لأنه من الأدوية الحياتية ويوصف لمرضى القلب، خصوصاً من يعانون عدم انتظام نبض القلب، أو أولئك الذين زرعوا صمامات قلب. ويؤكد ضرورة التزوّد بهذا الدواء في أقرب الآجال وتوفير الكميات المطلوبة منه، لأنّ مرضى القلب لا يتحملون عدم أخذ هذا الدواء في موعده، إذ سيؤدي إلى مضاعفات تصل إلى حدّ الجلطات.
اقــرأ أيضاً
يتابع أنّ شراء هذا المنتج سينتقل من مختبر سويسري إلى مختبر آخر، وبطء إجراءات تحويل المنتج من مختبر إلى آخر أدى إلى فقدان الدواء في تونس. يضيف أنّ المختبر الجديد الذي سيروّج الدواء يطالب برفع سعره من دولار أميركي واحد إلى دولارين للعلبة الواحدة.
يذكر أنّ اختصاصيين في أمراض وجراحة القلب، كانوا قد وجهوا نداءً إلى المسؤولين منذ يوليو/ تموز الماضي بسبب نقص بعض الأدوية الخاصة بمرضى القلب، على غرار "بروماتين'' الضروري في إجراء عمليات القلب المفتوح، الذي نفد من أغلب الصيدليات ما تسبب في توقف إجراء عمليات القلب المفتوح.
ولتفادي أزمة ديون الصيدلية المركزية، تعهد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بتوفير 190 مليون دولار، وهو ما مكّنها من دفع جزء من ديونها، إذ أعلنت وزارة الصحة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أنه جرى تسديد 50 في المئة من ديون الصيدلية المركزية المترتبة للمختبرات الأجنبية، مشيرة إلى أنّ الصيدلية تعهّدت بتسديد القسط الباقي من هذه الديون على ثلاثة أقساط تنتهي مع نهاية العام الجاري.
بعض المرضى مجبر على رحلة بحث شاقّة من أجل الحصول على بعض الأدوية المفقودة، أو تشهد اضطراباً في تزويد الصيدليات بها، بالرغم من عودة أدوية أخرى كانت غير متوافرة في الفترة الأخيرة إلى الصيدليات. يرسل هؤلاء المرضى نداءات استغاثة عبر الإذاعات المحلية ووسائل التواصل الاجتماعي، بحثاً عن أنواع من الأدوية التي قد يؤدي فقدانها إلى الموت خصوصاً تلك التي لا بديل لها.
يعيد البعض الأزمة إلى ديون الصيدلية المركزية لدى المختبرات الأجنبية، فيما يرى البعض الآخر أنّ سببها تهريب كميات كبيرة من الأدوية نحو ليبيا. ومن المعروف أنّ الصيدلية المركزية لم تستخلص ديونها القديمة لدى بعض المؤسسات العمومية والمستشفيات التي تبلغ نحو 350 مليون دولار أميركي. وهو ما جعلها تعيش أزمة مالية أفقدتها عدّة أدوية مهمّة. 55 في المئة من هذه الديون لدى الصندوق الوطني للتأمين على المرض، و45 في المئة منها لدى المستشفيات.
بعض الأدوية شهد نقصاً كبيراً منذ شهرين، وارتفعت حدّة النقص في الأسبوعين الأخيرين. من بينها النقص الذي تمّ تسجيله في الدواء المضادّ لتخثر الدم "سانتروم" منذ أكثر من شهر، الذي يستعمله مرضى القلب في تونس، بحسب ما يقول الطبيب في القطاع الخاص مروان أمين لـ"العربي الجديد". يؤكد أنّ الجمعية التونسية لأمراض وجراحة القلب تابعت الموضوع منذ بداية الأزمة، وقد أجرت عدّة لقاءات مع مسؤولي الصيدلية المركزية لمعرفة أسباب تراجع التزود بهذا الدواء، والتنبيه إلى خطورة فقدانه وفقدان بعض الأدوية الأخرى، على حياة مرضى القلب. وكانت الجمعية قد أكدت قبل أيام، أنّ الصيدلية المركزية تعهدت بتوفير كميات من الدواء خلال الأيام القليلة المقبلة، على أن يقع إيجاد حلول لتفادي نقص مثل هذا الدواء على الصيدليات والمستشفيات في المستقبل.
زهيرة بنور وهي مريضة قلب، تقول لـ"العربي الجديد" إنّها تبحث عن الدواء منذ أسبوع في كلّ صيدليات محافظة المنستير، ولم تجد ضالّتها، ما دفعها إلى البحث عنه في العديد من صيدليات المحافظات الأخرى. تؤكد أنها تواجه هذه المشكلة منذ شهرين كلّما توجهت لشراء الدواء الذي غاب عن العديد من الصيدليات على غرار دواء "كوردارون" أيضاً الخاص بمرضى القلب.
من جهته، يشير الطبيب المتخصص في أمراض القلب بالمستشفى العسكري ذاكر لهيذب، في حديثه إلى "العربي الجديد" إلى تسجيل نقص كبير في "كوردارون" منذ شهرين. لكنّه فُقد منذ أسبوعين في بعض الصيدليات والمستشفيات العمومية بشكل كبير، وهو أمر خطير لأنه من الأدوية الحياتية ويوصف لمرضى القلب، خصوصاً من يعانون عدم انتظام نبض القلب، أو أولئك الذين زرعوا صمامات قلب. ويؤكد ضرورة التزوّد بهذا الدواء في أقرب الآجال وتوفير الكميات المطلوبة منه، لأنّ مرضى القلب لا يتحملون عدم أخذ هذا الدواء في موعده، إذ سيؤدي إلى مضاعفات تصل إلى حدّ الجلطات.
يتابع أنّ شراء هذا المنتج سينتقل من مختبر سويسري إلى مختبر آخر، وبطء إجراءات تحويل المنتج من مختبر إلى آخر أدى إلى فقدان الدواء في تونس. يضيف أنّ المختبر الجديد الذي سيروّج الدواء يطالب برفع سعره من دولار أميركي واحد إلى دولارين للعلبة الواحدة.
يذكر أنّ اختصاصيين في أمراض وجراحة القلب، كانوا قد وجهوا نداءً إلى المسؤولين منذ يوليو/ تموز الماضي بسبب نقص بعض الأدوية الخاصة بمرضى القلب، على غرار "بروماتين'' الضروري في إجراء عمليات القلب المفتوح، الذي نفد من أغلب الصيدليات ما تسبب في توقف إجراء عمليات القلب المفتوح.
ولتفادي أزمة ديون الصيدلية المركزية، تعهد رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بتوفير 190 مليون دولار، وهو ما مكّنها من دفع جزء من ديونها، إذ أعلنت وزارة الصحة في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أنه جرى تسديد 50 في المئة من ديون الصيدلية المركزية المترتبة للمختبرات الأجنبية، مشيرة إلى أنّ الصيدلية تعهّدت بتسديد القسط الباقي من هذه الديون على ثلاثة أقساط تنتهي مع نهاية العام الجاري.