في وقت اعتبر مواطنون عراقيون أن فتح المنطقة الخضراء المحصنة في وسط بغداد، دليل على زوال أحد أهم معالم حقبة الاحتلال الأميركي للعراق، رأى آخرون أن فتح ملفات الفساد وإنهاء ملف الإستيلاء على القصور والمباني العامة من قبل الأحزاب، أهم.
وأعلنت السلطات العراقية مساء الاثنين، عن فتح المنطقة الخضراء بشكل كامل، والسماح بمرور السيارات والمارة داخلها، بعد أكثر من 13 عاما على اقتطاع الجيش الأميركي للمنطقة الواسعة بوسط بغداد المحاذية لنهر دجلة، والتي تضم القصور الرئاسية والمقرات الحكومية وتسييجها بالكتل الخراسانية، وهي تضم مناطق من الكرادة وكرادة مريم والصالحية.
وتسبب القرار بتهجير مئات الأسر العراقية في حينه، وأغلقت الطرق الرئيسة فيها، وباتت تحوي أربع بوابات للدخول، واستخدمت المباني فيها كمقرات للقوات الأميركية والحكومة العراقية التي تشكلت بعد الاحتلال.
وأعرب عدد كبير من سكان العاصمة العراقية عن فرحتهم بالخطوة، معتبرين أن إعادة فتح المنطقة الخضراء، أو تفكيكها بمعنى أدق، ستتيح لبغداد أن تعود إلى طبيعتها، وتخفف من زحام الطرق، إضافة إلى تفكيك أحد أبرز معالم الاحتلال.
وقال القيادي بالتيار المدني، أحمد علي، لـ"العربي الجديد"، إن "تفكيك المنطقة الخضراء بداية ممتازة، فهي معلم ارتبط بالدم والظلم والفساد مع احتلال العراق، وسيكون لها أثر كبير على السكان، فمن كان يريد الذهاب إلى جامعة بغداد، كان يستغرقه ذلك ساعة ونصف الساعة كونه يلف عدة جسور حتى يصل، أما اليوم، فاجتياز جسر واحد يجعلك عند بوابة الجامعة، وكذلك المتنقلون بين الكرخ والرصافة على نهر دجلة".
واعتبرت الناشطة ولاء الخالدي فتح المنطقة الخضراء "الحدث الأبرز في 2018"، وأضافت لـ"العربي الجديد" "بقي أن تعود المنازل لأهلها، ويخرج منها المسؤولون والعسكريون، كما أن إيصال أصوات المتظاهرات بين حين وآخر إلى الحكومة بات أسهل".
في حين كتب عبد السلام كريم على "فيسبوك": "فتح المنطقة الخضراء لا يعني شيئاً للمواطن، افتح ملفات الفساد الذي ينخر الدولة"، وكتب عبد المطلب كاظم: "أي موظف في المنطقة الخضراء المحمية يتسلم ما بين 700 ألف إلى مليوني دينار مخصصات إضافية (خطورة) بحسب درجته الوظيفية، رغم أن المنطقة محمية بالكامل. هذا يشمل النواب وغيرهم من المسؤولين بأرقام أعلى. بعد فتح المنطقة الخضراء هل يوجد مبرر لهذه المفسدة في الأيام القادمة؟".
وعلقت سهى الشكرة: "إنجاز كبير من الدولة الحالية فتح المنطقة الخضراء. إذا فتحت أو بقيت مغلقة فما هو الفرق؟".
ولم تغب السخرية عن الناشطين العراقيين، فنشروا مقاطع مصورة بعد تعديلها أو التلاعب بها، من بينها مشهد من فيلم "الرسالة" الذي تم دمجه مع احتفالات افتتاح المنطقة الخضراء بطريقة تهكمية.
الفنان الكاريكاتوري علي الكرخي نشر على صفحته الرسمية كاريكاتوراً صور فيه رجلاً عراقياً يقف أمام أسوار المنطقة الخضراء التي كانت عبارة عن جدران ضخمة وهو ينظر من ثقب صغير إلى داخل المنطقة ويقول "لكم يوم يا ظلمة"، فيما يقوم شخص من وراء الأسوار برميه بالحجارة.
وأعلن رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، عقب اختياره رئيسا للحكومة الجديدة، عن قرار فتح المنطقة الخضراء، التي أكد خبراء أمنيون في عام 2015، القلق الأميركي من فتحها أمام المواطنين خشية وقوع عمليات استهداف للسفارات الغربية.