يخشى العاملون في قطاع التربية في تونس على الأطفال في ظلّ ارتفاع نسبة الإدمان على الأجهزة الإلكترونية بشكل عام والهواتف الذكية بشكل خاص، خصوصاً أن عواقب الأمر كثيرة
"الإدمان على الإنترنت له انعكاسات سلبيّة على الطلاب وأطفال المدارس، ويؤثّر على نتائجهم الدراسية، ويؤدي إلى نقص في التركيز وسلوكيّات سيئة. كما أنّ بعض الألعاب قادت إلى نتائج كارثية، ويجب حماية الأطفال وتوعية العائلات حول ضرورة حماية أبنائهم. فيسبوك وإنستغرام يضرّان بتحصيل الطلاب وصحة الأطفال النفسية"، تقول كاتب عام الجمعية العلمية التونسية للطب العائلي خديجة زيتون لـ "العربي الجديد".
وتفيد زيتون بأن ما بين 15 و20 في المائة من الأطفال والمراهقين في تونس مدمنون على الإنترنت. وهذه مؤشرات خطيرة دفعت الجمعية إلى إطلاق صفارة الإنذار. الأطفال المدمنون قد يعانون نفسياً، ما يؤثّر على دراستهم. وتشير إلى أنّ إدمان الشباب على الوسائل التكنولوجية الحديثة، على غرار الألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية، يشكل خطراً على صحتهم، خصوصاً إذا ما استغرقت ما بين 7 و8 ساعات من وقتهم يومياً.
اقــرأ أيضاً
تضيف أنّ التأثير على الدراسة يظهر من خلال نقص التركيز وقلة الانتباه والاضطرابات السلوكية، داعية الأهل إلى مراقبة أبنائهم، وعدم ترك الهاتف بين أيدي أطفال المدارس والمعاهد طيلة يوم كامل من دون أدنى رقابة. ويجب التدخّل وتوعية الأهل حول مخاطر هذه الظاهرة، وقد دعت الجمعيّة إلى تأهيل أطباء في تونس لدعم الوقاية من أخطار إدمان الأطفال على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتوعية العائلات حول ضرورة حماية أبنائهم، خصوصاً أن استخدام الإنترنت لأكثر من ساعة في اليوم لطفل في الرابعة عشرة يعدّ مؤشراً خطيراً ودليلاً على وقوعه في مشاكل صحية ونفسية.
من جهته، يُؤكّد الخبير التربوي والمتفقد العام في وزارة التربية حسين بن حميدة، لـ "العربي الجديد": "من الواضح أن هناك تأثيرات مدمرة و سلبية للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي على التلاميذ والطلاب"، مضيفاً أن الخطر يكمن في الإدمان. في مثل هذه الحالات، يُصبح التلميذ مقيداً بالجهاز والإنترنت. ويبيّن أن "الإدمان يلتهم الوقت ويجعل الطفل مكبلاً ولا يراجع دروسه وواجباته المدرسية. بالتالي، يقل تركيزه، ما ينعكس على التحصيل الدراسي".
كما يوضح بن حميدة أنه فوجئ خلال بعض زياراته التفقدية بانشغال تلاميذ بأجهزة الهاتف والدردشة خلال الفصل، في وقت يكون فيه الأستاذ منشغلاً بشرح الدروس. بعض التلاميذ لا يبالون بالأستاذ ولا المراقب في القسم، لأنّ ما يشغل تفكيرهم هو الفيسبوك والدردشة. يضيف أن العديد من المدرسين اشتكوا له بسبب الإهمال الدراسي، وتراجع النتائج ونقص الاهتمام بالدراسة وغياب التركيز في القسم.
ويلفت إلى أنّ من المؤشرات السلبية والخطيرة المسجلة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، تراجع نتائج الامتحانات الوطنية بعدما غادر 2700 تلميذ المؤسسات النموذجية بسبب تراجع تحصيلهم الدراسي وتدني معدلاتهم، على الرغم من أنهم كانوا يمثلون النخبة (تلاميذ مميزين). يضيف: "تراجع الإقبال على أداء الواجبات المنزلية. تأثير الإنترنت والتكنولوجيات الحديثة لا يخفى على أحد"، مشيراً إلى أن هذا الظاهرة لا تقتصر على تونس. العديد من البلدان في العالم تعيش المشكلة نفسها. وفي فرنسا، منعت الأجهزة الإلكترونية في غالبية المدارس".
ويكشف المتحدّث أنّه لا يمكن تحميل المسؤولية لطرف دون آخر، لكن يمكن للمؤسسات التربوية المسارعة في اتخاذ قرار يتمثل في منع وجود الهواتف داخلها، كما حصل في امتحانات الباكالوريا خلال هذا العام، ما قد يساعد في الحد من الإدمان. ويقضي التلميذ نحو ثلاثين ساعة أسبوعياً في المعهد. بالتالي، يجد هؤلاء أنفسهم مضطرين لمتابعة الأستاذ والتركيز في القسم، وتخصيص وقت للمراجعة بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية.
اقــرأ أيضاً
وتقول أستاذة طب الأطفال النفسي في مستشفى المنجي سليم، أحلام بلحاج: "الإدمان على استخدام الإنترنت تحوّل إلى ظاهرة مجتمعية في تونس بعد تسجيل حالات عدة". تضيف لـ "العربي الجديد": "الإدمان المعترف به عالمياً هو الإدمان على الألعاب الإلكترونية". تضيف: "لا يجب استعمال الإنترنت أو أي شاشة إلكترونية قبل سن الثلاث سنوات، خصوصاً إذا أردنا ألا يتأخر الطفل في النطق والكلام. ولا يُسمح باستخدام الإنترنت إلا بعد سن 12 عاماً، خصوصاً إذا علمنا أن الشريحة التي تدمن الإنترنت يتراوح عمرها ما بين 10 و22 عاماً".
وتدعو بالحاج إلى حماية هذه الفئات نظراً لتداعيات الإدمان الخطيرة على الصحة والعلاقات الاجتماعية والدراسة. والمدمن ينقطع عن العالم للبقاء مع الجهاز وينسى الأكل والنوم والعلاقات الاجتماعية والأصدقاء والعائلة. تضيف أنّ هذا لا يمنع أن تكون هناك شرائح أخرى مدمنة من كبار السن، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى اعتبار الظاهرة مرضا جديدا لا بد من الوقاية منه والوقوف على أسبابه.
وتقول بالحاج إنّ نسبة إدمان المراهقين على الإنترنت في تونس مرتفعة مقارنة بالأرقام العالمية، وتحتاج إلى تكثيف البحوث حولها وتحديد الوقت الذي يقضيه المراهق في استعمال الإنترنت. وتؤكد بالحاج أن الأم والأب يكونان في أحيان كثيرة منشغلين بجهاز الإنترنت والهاتف. كما لا تتحاور الأسرة مع أطفالها، ولا تجتمع على طاولة واحدة. وإن اجتمعت، يكون كلّ واحد منغمساً في هاتفه. وهذا سلوك يجب الانتباه إليه لأن الأمر يؤثر على العلاقات الأسرية ونتائج التلميذ.
وتفيد زيتون بأن ما بين 15 و20 في المائة من الأطفال والمراهقين في تونس مدمنون على الإنترنت. وهذه مؤشرات خطيرة دفعت الجمعية إلى إطلاق صفارة الإنذار. الأطفال المدمنون قد يعانون نفسياً، ما يؤثّر على دراستهم. وتشير إلى أنّ إدمان الشباب على الوسائل التكنولوجية الحديثة، على غرار الألعاب الإلكترونية والهواتف الذكية، يشكل خطراً على صحتهم، خصوصاً إذا ما استغرقت ما بين 7 و8 ساعات من وقتهم يومياً.
تضيف أنّ التأثير على الدراسة يظهر من خلال نقص التركيز وقلة الانتباه والاضطرابات السلوكية، داعية الأهل إلى مراقبة أبنائهم، وعدم ترك الهاتف بين أيدي أطفال المدارس والمعاهد طيلة يوم كامل من دون أدنى رقابة. ويجب التدخّل وتوعية الأهل حول مخاطر هذه الظاهرة، وقد دعت الجمعيّة إلى تأهيل أطباء في تونس لدعم الوقاية من أخطار إدمان الأطفال على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتوعية العائلات حول ضرورة حماية أبنائهم، خصوصاً أن استخدام الإنترنت لأكثر من ساعة في اليوم لطفل في الرابعة عشرة يعدّ مؤشراً خطيراً ودليلاً على وقوعه في مشاكل صحية ونفسية.
من جهته، يُؤكّد الخبير التربوي والمتفقد العام في وزارة التربية حسين بن حميدة، لـ "العربي الجديد": "من الواضح أن هناك تأثيرات مدمرة و سلبية للإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي على التلاميذ والطلاب"، مضيفاً أن الخطر يكمن في الإدمان. في مثل هذه الحالات، يُصبح التلميذ مقيداً بالجهاز والإنترنت. ويبيّن أن "الإدمان يلتهم الوقت ويجعل الطفل مكبلاً ولا يراجع دروسه وواجباته المدرسية. بالتالي، يقل تركيزه، ما ينعكس على التحصيل الدراسي".
كما يوضح بن حميدة أنه فوجئ خلال بعض زياراته التفقدية بانشغال تلاميذ بأجهزة الهاتف والدردشة خلال الفصل، في وقت يكون فيه الأستاذ منشغلاً بشرح الدروس. بعض التلاميذ لا يبالون بالأستاذ ولا المراقب في القسم، لأنّ ما يشغل تفكيرهم هو الفيسبوك والدردشة. يضيف أن العديد من المدرسين اشتكوا له بسبب الإهمال الدراسي، وتراجع النتائج ونقص الاهتمام بالدراسة وغياب التركيز في القسم.
ويلفت إلى أنّ من المؤشرات السلبية والخطيرة المسجلة خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، تراجع نتائج الامتحانات الوطنية بعدما غادر 2700 تلميذ المؤسسات النموذجية بسبب تراجع تحصيلهم الدراسي وتدني معدلاتهم، على الرغم من أنهم كانوا يمثلون النخبة (تلاميذ مميزين). يضيف: "تراجع الإقبال على أداء الواجبات المنزلية. تأثير الإنترنت والتكنولوجيات الحديثة لا يخفى على أحد"، مشيراً إلى أن هذا الظاهرة لا تقتصر على تونس. العديد من البلدان في العالم تعيش المشكلة نفسها. وفي فرنسا، منعت الأجهزة الإلكترونية في غالبية المدارس".
ويكشف المتحدّث أنّه لا يمكن تحميل المسؤولية لطرف دون آخر، لكن يمكن للمؤسسات التربوية المسارعة في اتخاذ قرار يتمثل في منع وجود الهواتف داخلها، كما حصل في امتحانات الباكالوريا خلال هذا العام، ما قد يساعد في الحد من الإدمان. ويقضي التلميذ نحو ثلاثين ساعة أسبوعياً في المعهد. بالتالي، يجد هؤلاء أنفسهم مضطرين لمتابعة الأستاذ والتركيز في القسم، وتخصيص وقت للمراجعة بعيداً عن الأجهزة الإلكترونية.
وتقول أستاذة طب الأطفال النفسي في مستشفى المنجي سليم، أحلام بلحاج: "الإدمان على استخدام الإنترنت تحوّل إلى ظاهرة مجتمعية في تونس بعد تسجيل حالات عدة". تضيف لـ "العربي الجديد": "الإدمان المعترف به عالمياً هو الإدمان على الألعاب الإلكترونية". تضيف: "لا يجب استعمال الإنترنت أو أي شاشة إلكترونية قبل سن الثلاث سنوات، خصوصاً إذا أردنا ألا يتأخر الطفل في النطق والكلام. ولا يُسمح باستخدام الإنترنت إلا بعد سن 12 عاماً، خصوصاً إذا علمنا أن الشريحة التي تدمن الإنترنت يتراوح عمرها ما بين 10 و22 عاماً".
وتدعو بالحاج إلى حماية هذه الفئات نظراً لتداعيات الإدمان الخطيرة على الصحة والعلاقات الاجتماعية والدراسة. والمدمن ينقطع عن العالم للبقاء مع الجهاز وينسى الأكل والنوم والعلاقات الاجتماعية والأصدقاء والعائلة. تضيف أنّ هذا لا يمنع أن تكون هناك شرائح أخرى مدمنة من كبار السن، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى اعتبار الظاهرة مرضا جديدا لا بد من الوقاية منه والوقوف على أسبابه.
وتقول بالحاج إنّ نسبة إدمان المراهقين على الإنترنت في تونس مرتفعة مقارنة بالأرقام العالمية، وتحتاج إلى تكثيف البحوث حولها وتحديد الوقت الذي يقضيه المراهق في استعمال الإنترنت. وتؤكد بالحاج أن الأم والأب يكونان في أحيان كثيرة منشغلين بجهاز الإنترنت والهاتف. كما لا تتحاور الأسرة مع أطفالها، ولا تجتمع على طاولة واحدة. وإن اجتمعت، يكون كلّ واحد منغمساً في هاتفه. وهذا سلوك يجب الانتباه إليه لأن الأمر يؤثر على العلاقات الأسرية ونتائج التلميذ.