أعلنت وزارة التخطيط العراقية، وفقاً لآخر مسح سكاني للبلاد بالربع الأخير من العام الحالي 2018، أن عدد السكان تجاوز 38 مليون نسمة، فيما أكد مختصون وباحثون أن هذا العدد مرشح للارتفاع خلال السنوات العشر المقبلة إلى 50 مليون نسمة.
وقال بيان لوزارة التخطيط العراقية، إنّ "عدد سكان العراق ارتفع إلى 38 مليوناً و182 ألف نسمة حسب آخر مسح لعام 2018"، مبيناً أن "نسبة الذكور تبلغ 19 مليوناً و261 ألفاً بنسبة 51 بالمائة، والإناث 18 مليوناً و862 ألف نسمة بنسبة 49 بالمائة من مجموع السكان".
ووفقاً للبيان، فإن العاصمة بغداد شكلت أعلى المحافظات في عدد السكان، إذ بلغت 8 ملايين و126 ألفاً و755 نسمة، بنسبة مقدارها 21 في المائة من مجموع سكان العراق، تليها نينوى التي احتلت المرتبة الثانية بنسبة سكانية تبلغ 10 بالمائة من مجموع سكان العراق، ثم البصرة بنسبة 8 بالمائة، فيما احتلت محافظة المثنى المرتبة الأخيرة بأقل المحافظات عدداً بواقع 814 ألف نسمة بواقع 2 بالمائة.
وبلغ عدد العراقيين الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، 15 مليوناً و428 ألف نسمة بواقع 45 بالمائة من مجموع السكان العام بالبلاد، منهم نحو 8 ملايين ذكور.
وذكر البيان أنّ "عدد سكان العراق يزداد سنوياً بمعدل 850 ألفاً إلى مليون شخص، ومن المتوقع أن يصل عدد السكان إلى 50 مليون شخص خلال عام 2030".
وقال عضو مركز بغداد للبحوث الإنسانية، محمد عبد الله الدليمي، لـ "العربي الجديد"، إنّ الأرقام الحالية كانت ستبشر بالخير وبمستقبل محترم للعراقيين، إذا تزامنت مع خطط حكومية لبلد يمتلك ثروة حقيقية من الشباب تحسدنا عليها دول كثيرة، لكن والحال غير ذلك، فكل الخوف أن تغرق هذه الفئة في دوامة الفقر والتخلف، وتشكل بذلك ثقلاً وتحدياً يُضاف إلى الحكومات العراقية المتعاقبة".
وتابع "النمو السكاني الحالي يجعلنا نتوقع أن يرتفع عدد سكان العراق خلال السنوات العشر المقبلة إلى نحو 50 مليون نسمة، وهو أيضاً ما يجب أن تعمل عليه الحكومة، من خلال خطط الإعمار والإسكان والبنى التحتية والتعليم والأمن الغذائي، وأن لا نقع فيما وقعت فيه مصر في خمسينيات القرن الماضي".
من جهته أكد الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة بغداد، حسين علي، لـ"العربي الجديد"، أن تسجيل العراق لنموٍّ سكانيٍّ عالٍ للغاية يعتبر مشكلة، بسبب تخلف الحكومات وعدم امتلاك العراق أي رؤية حقيقية أو خطط واقعية حيال ذلك.
وتابع "تتخبط البلاد في أزمات كثيرة، في مقدمتها السكن والتعليم والطاقة، إلى جانب النمو المتزايد للفقر والبطالة دون أي معالجة جوهرية، وهو ما يعني أن المشاكل تتفاقم والضغط يزيد على مختلف الاحتياجات اليومية بالبلاد".
ولفت المتحدث إلى غياب ثقافة تحديد النسل عن العائلة العراقية، موضحاً أن الطبقة الفقيرة هي الأكثر تناسلاً، والعائلة المكونة من خمسة أو ستة أفراد صارت 10 وأكثر دون تحسين في مستوى السكن والتعليم والرفاهية والاحتياجات الأخرى.