إضراب أطباء الجزائر يعطّل مصلحة علاج مرضى السرطان

24 يناير 2018
احتجاجات الأطباء مستمرة (تويتر)
+ الخط -
عطل الحراك الاحتجاجي للأطباء المقيمين في الجزائر بعض الأقسام العلاجية، خصوصاً المختصة بالأمراض المزمنة ومنها السرطان، ما أثار حالة من الاستياء وسط المرضى الذين انتظروا ساعات لتلقي العلاج.

واستنكرت عائلات المرضى تعطل مصلحة العلاج الكيميائي لمرضى السرطان في مستشفى مصطفى باشا المركزي وسط العاصمة الجزائرية، بسبب الإضراب الجزئي للأطباء المقيمين. ودعت العائلات الأطباء والسلطات معاً إلى إيجاد حلّ سريع، وعدم رهن المرضى مقابل الصراع القائم بين الطرفين، لا سيما مرضى السرطان الذين يحتاجون إلى علاج دائم بمواعيد دقيقة.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية عن رئيس مصلحة أمراض الأذن والأنف والحنجرة في المستشفى ذاته، جمال جناوي، إن الخدمات الطبية بالمصلحة شهدت تراجعاً بنسبة 50 بالمائة عموماً و30 بالمائة بما يخص الفحوصات الطبية بسبب إضراب الأطباء المقيمين، مشيراً إلى أن "إضراب الأطباء المقيمين والأطباء شبه الطبيين أدى إلى شلل تام في برمجة العمليات الجراحية".

وفي مصلحة الأمراض الصدرية والتنفسية بمستشفى بني مسوس في العاصمة الجزائرية، تعطلت مواعيد العلاج وألغي بعضها. لكن الأمين العام للفرع النقابي للأطباء شبه الطبيين رياض روشيش، أكد في تصريح صحافي، أن الأطباء حاولوا رغم حراكهم الاحتجاجي توفير الحد الأدنى من خدمات العلاج، مشيراً إلى وجود محاولات تهدف إلى استغلال المرضى في تأليب الرأي العام ضد الأطباء ومطالبهم.
ولجأت الحكومة إلى القضاء لاستصدار قرار بعدم شرعية إضراب الأطباء المقيمين. وتلقى ممثلو الأطباء استدعاء من العدالة لإجبارهم على العودة إلى العمل، وأمرهم بالإخلاء الفوري للأماكن التي يجتمعون بها والالتحاق بمراكز عملهم.

لكن الأطباء قرروا الاعتصام والمبيت بمستشفى مصطفى باشا وسط العاصمة الجزائرية، حيث ينظمون اعتصامهم، مهددين بالاستقالة الجماعية، ورافضين قرار العدالة الذي اعتبروه "قراراً مسيساً".


ويتوقع أن تتدخل قوات الأمن لفض الاعتصام تنفيذاً لقرار العدالة، خصوصاً مع وقوف حشود أمنية قبالة المستشفى، وسط تحذيرات من تكرر مشهد المواجهة الدامية بين الشرطة والأطباء التي حدثت قبل أسبوعين.

ووجه النائب في البرلمان، حسن عريبي، سؤالاً لوزير الصحة، مختار حزبلاوي، بشأن طول فترة الإضراب وتأثيره على المرضى والأنشطة العلاجية في المستشفيات. واعتبر أن "الإضراب الذي يشنه الأطباء المقيمون عبر ربوع الوطن طال أمده، ويعرف الجميع أن هذه الاحتجاجات ليست وليدة الساعة بل إن هؤلاء الأطباء المقيمين بمختلف أطيافهم وتخصصاتهم كان وما زال نصب أعينهم راحة المريض". واتهم النائب عريبي وزير الصحة بالمماطلة، بما يعقد أوضاع المرضى في المستشفيات.
المساهمون