غضب في فرنسا بعد اكتشاف حليب أطفال ملوث في الأسواق

18 يناير 2018
جدل في فرنسا بعد اكتشاف حليب أطفال ملوث(كريستوفر بيرسي-Getty)
+ الخط -
تنتظر عائلات أطفال فرنسيين بغضب، ومعهم قطاع واسع من الرأي العام، نتائج التحقيقات  في قضية حليب الأطفال الملوث، والتي تحولت إلى فضيحة كبرى، نظرا إلى تأثيرها المباشر على صحة الأطفال، ومكانة شركة "لاكتاليس" في الاقتصاد الفرنسي.

ويتوقع ألا تطول التحقيقات بسبب حساسية موضوع الصحة العمومية، وكذلك الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها قطاع ألبان الأطفال الفرنسي إذا طال غياب ألبان "لاكتاليس" عن الأسواق.

وعبر كثير من العائلات عن غضب شديد بعد اكتشاف أن بعض منتجات الشركة لا تزال متداولة في أماكن البيع، رغم أن الفضيحة اندلعت في العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد أكثر من شهرين على تعرض رضيعين لمضاعفات التسمم بسبب الحليب الملوث.

ولم يُهدئ اللقاء الذي أجرته صحيفة "لوجورنال دو ديمانش"، قبل أيام، مع رئيس شركة لاكتاليس، إيمانويل بينيي، الضجة رغم تأكيده أن الشركة تتعاون مع التحقيقات بكل جدية.

كما لم تبدد التصريحات الحكومية المتشددة الصادرة عن الرئيس إيمانويل ماكرون، ووزير الاقتصاد في حكومته، الغضب أو القلق، خاصة وأن "لاكتاليس" تعتبر أكبر شركة ألبان للأطفال حول العالم.

وقامت قوات كبيرة من الشرطة الفرنسية أمس الأربعاء، بتفتيش خمسة مواقع تابعة لشركة "لاكتاليس" لألبان الأطفال بمشاركة قضاة مختصين في الصحة العمومية من نيابة العاصمة باريس، وممثلين عن إدارة المنافسة وحماية المستهلك ومكافحة الغش، ضمن التحقيق الأولي في وقائع تلوث حليب الأطفال الذي تنتجه الشركة العملاقة بالسالمونيلا.

وكونت عائلات الضحايا تجمعاً علنيا، واختارت ناطقا باسمها، واستقبلهم وزير الاقتصاد، برونو لومير، وبعدها عبّر بعضهم عن رضاهم عن إعلان الحكومة متابعة الضحايا نفسيا وصحيا، لكنهم رفضوا اختزال الأمر في التعويضات المالية، وقال ممثل العائلات لرئيس الشركة "لن يمكنكم شراؤنا".

وفي 10 ديسمبر/كانون الأول، فرضت الحكومة الفرنسية على الشركة سحب كميات أخرى من الحليب من الأسواق، وفي 21 من الشهر نفسه، وبعد شكوى تقدم بها كونتان غيلمين، أول رب أسرة يشكو لاكتاليس، اضطرت الشركة إلى سحب المواد المصنعة في مصنع "كراون" من الأسواق، كما تم إغلاق المصنع.

واكتشف العديد من الآباء، مطلع شهر يناير/كانون الثاني الحالي، وجود الحليب الملوث في أماكن البيع، رغم أوامر سحبه، وهو ما أطلق حملة واسعة من الاحتجاجات، بعد أن وصل عدد الأطفال المصابين بالسالمونيلا من جراء الحليب إلى 37 رضيعا.



دلالات