حذرت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان الليبية، من تداعيات الصراع المتواصل في البلاد على حياة الأطفال الليبيين، مؤكدة وجود نحو 30 ألف طفل في مختلف مناطق البلاد يعانون أزمات إنسانية وصحية قاسية.
وقالت اللجنة في بيان حصل "العربي الجديد"، اليوم الجمعة، على نسخةٍ منه "إن طول أمد الأزمة التي تعيشها البلاد انعكس بشكل سلبي على الأوضاع المعيشية للأطفال الذين تأثروا بشكل مباشر"، وأوضحت أن الكثير من أطفال ليبيا، يعانون من العنف والألغام والمفخخات وانتشار الجريمة المنظمة، كما يتعرضون للخطف، إلى جانب الأزمات المصاحبة للنزوح من مناطقهم بسبب أعمال العنف الدائرة.
وأشار البيان إلى أن معاناة الأطفال دفعت الكثير منهم إلى "تحمل أعباء الأزمة، وترك عدد كبير منهم الدراسة، وانضم كثيرون إلى سوق العمل، خاصة في مهن النظافة ونقل البضائع والعمل بالمحال التجارية والبيع على الأرصفة، ومهن شاقة أخرى".
ولفت إلى رصد حالات لأطفال يتسولون على قارعة الطريق، كمؤشر آخر لتردي الأوضاع الإنسانية في البلاد، التي لم تكن تعرف ظاهرة التسول سابقا.
وذكرت اللجنة أن "عدداً كبيراً من أطفال ليبيا يعانون من سوء التغذية، ويعيشون صدمات نفسية من جراء الحرب، لا سيما في بنغازي وسرت، اللتين تهدد فيهما مخلفات الحرب والألغام حياة الأطفال".
كذلك، بيّنت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أن الأحوال السيئة التي آلت إليها حياة الأطفال في ليبيا، تعد إخلالاً بما نصت عليه المعاهدة الدولية لحقوق الطفل، مطالبةً مفوضية الأمم المتحدة للأمومة والطفولة "يونيسف" بضرورة العمل على إيجاد حلول عاجلة، لما يمر به أطفال ليبيا جراء النزوح وأعمال العنف والأزمة الإنسانية والمعيشية والصحية.