تعاني العديد من الأحياء والمناطق بمختلف المحافظات التونسية من مشكلة مخلفات العيد التي تتكدس في الشوارع الرئيسية ومداخل التجمعات السكنية، ورغم حملات التوعية وزيادة عدد الحاويات لرفع عشرات الأطنان من النفايات، إلا أن المشاهد نفسها تتكرر سنوياً.
ورغم تدابير وزارة الشؤون المحلية والبيئة في تونس، واتخاذها جملة من الإجراءات الاستثنائية قبل وبعد وخلال أيام العيد، لتطويق ظاهرة مخلفات الأضاحي، إلا أنّ المشكلة بقيت قائمة.
كما عملت الوزارة على وضع حاويات عملاقة، خلال فترة العيد في بعض المناطق التي تشهد كثافة سكانية، لوضع مخلفات الأضاحي، داعيةً الى احترام توقيت وأماكن رفعها من خلال الإعلان عنها على صفحات التواصل الخاصة بالوزارة، وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي للولايات والبلديات.
ولكن يبدو أن كل هذه التدابير لم تسهم في الحدّ من الظاهرة، رغم أن الوزارة شددت على أنّ الشرطة البيئية ستكون موجودة هذه السنة للمتابعة والتوعية، ورصد المخالفات.
في تونس العاصمة والعديد من المناطق بمحافظة بنزرت وباجة وغيرها، امتلأت الحاويات بجلود الأضاحي وانتشرت أخرى على قارعة الطريق وبالقرب من التجمعات السكنية، رغم عمل أعوان البلدية يوم العيد ورفعهم لأكوام النفايات.
ويجمع بعض السكان المحليين الذين تحدثوا لـ"العربي الجديد" أنّ هذه المشاهد لم تعد مقبولة في تونس، وأنه يتعين وضع حاويات إضافية للسكان وبالقرب من التجمعات السكانية، كما أنه يجب وضع نفايات العيد في أكياس مغلقة وأماكن خاصة بها، مشددين على ضرورة مسارعة البلديات إلى رفعها لأن بقاءها ليوم أو لبضع ساعات، ومع ارتفاع درجات الحرارة كفيل بأن يحول المكان إلى بؤرة للحشرات والروائح الكريهة وينغص حياة السكان.
واعتبرت زهرة السبوعي (70 عاما)، أنّ الوضع كارثي، فالمخلفات التي تحتوي على مخلفات وجلود الأضاحي لا يجب أن تبقى على قارعة الطريق، مبينة أنهم يعانون من انتشار الناموس ومن الروائح التي زادت حدتها مع العيد.
وأكد محمد (35 عاما)، أنّ تونس مقبلة على انتخابات بلدية، ومع ذلك فإن أغلب البلديات عاجزة عن رفع النفايات وتنظيف الحاويات، معتبراً أنه في مثل هذا الوضع لا يكفي رفع النفايات يومياً، بل يجب تنظيف الأماكن من البقايا والسوائل من أجل بيئة نظيفة.
ويُحمّل بعض المختصين المواطن المسؤولية في انتشار هذه الظاهرة، لأنه لا يجب وضع الفضلات على الأرض أو بالقرب من الطريق، كما أن بعضهم لا يستعمل الأكياس البلاستيكية وهو ما يتطلب مزيداً من التحسيس بالمخاطر الناجمة عن ذلك، على عدة مستويات بيئية وصحية واجتماعية، بالإضافة إلى تشوية المنظر العام للمدن.