فلسطيني يبتكر أسلوباً جديداً لتدريس الطب والصيدلة

18 سبتمبر 2017
الطبيب والأكاديمي جهاد حماد(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -


لم تقف الصعوبات والعراقيل التي اعترضت الطبيب والأكاديمي الفلسطيني جهاد حماد حاجزًا أمام إنجازه كتاباً أكاديمياً شاملاً بتقنية الصور المتحركة، يختص في مساق علم الأدوية لطلاب الطب والصيدلة، بدلاً من وسيلة العرض التقليدية المتبعة في تدريس المساق.

وعمل الأكاديمي حماد على مدار عامين متواصلين لإتمام إنجاز الكتاب، الذي يعتبر فريداً من نوعه، عبر التنسيق مع فني في مجال تكنولوجيا المعلومات ومصممين، بالإضافة للعمل على تدعيمه بتعليق صوتي باللغة الإنكليزية على الفيديوهات المتوفرة فيه.

ويعتبر حماد، الأكاديمي الأول على مستوى العالم، الذي يؤسس لمنهج شامل لمساق علم الأدوية بتقنية الصور المتحركة، ويغطي خلاله معظم المواضيع الأساسية لهذا المساق، بطريقة مبتكرة ونوعية، بعيدًا عن الوسائل التقليدية المتبعة في المحاضرات.

ويقول حماد لـ "العربي الجديد" إن مشروعه يعتبر علامة فارقة في تاريخ التدريس الطبي ليس لمساق علم الأدوية فحسب، بل لجميع المساقات الطبية الأخرى، كونه ينتقل بالتعليم والتعلم، من المرحلة الجامدة التي تتسم بالملل وصعوبة الفهم، إلى المرحلة المتحركة سهلة الفهم.

ويوضح الأكاديمي الفلسطيني أن مشروع الكتاب المتحرك الخاص بعلم الأدوية، يضفي نوعاً من المتعة على عملية التعلم، وتعزيز عملية الفهم ينعكس بدوره بشكل كبير وملحوظ على تذكر المعلومة لوقت أطول، ويؤدي إلى ممارسة طبية أكثر إتقانًا وأمانًا مقارنة مع الوسائل التقليدية.

وعن الصعوبات التي اعترضت عمله في الكتاب، يبين أن مشكلة الكهرباء التي يعاني منها القطاع المحاصر إسرائيليًا منذ عام 2006 أثرت على سرعة إنجاز الفيديوهات التي يتضمنها المشروع، بالإضافة إلى ضعف التمويل ما تسبب في توقف المشروع في منتصفه.




وأدى عدم وجود فنيين ذوي خلفية طبية، إلى تصعيب عملية ترجمة الأفكار الطبية التي يحتويها المشروع خلال فترة العمل على إنجازه، والتي استمرت نحو عامين كاملين.

وتم اعتماد مشروع الكتاب المتحرك من جامعة لندن، ودمجه ضمن البرامج التعليمية لقسم علم الأدوية في كلية الطب والعلوم الحياتية. وحظي الأكاديمي حماد بمنحة محاضر زائر شارك خلالها بالعديد من اللقاءات والأنشطة، التي أسفرت عن مراجعة شاملة للمشروع وإدخال تعديلات وتطوير فيديوهات جديدة.


وعن إمكانية تسجيل المشروع في بريطانيا، يشير إلى أن عملية تسجيل حقوق الطبع في بريطانيا تتطلب مبالغ كبيرة ومحامين متخصصين، مبيناً أنه تشاور مع عدد من المحامين بانتظار توفر التمويل لإتمام عملية تسجيله رسميًا في المحافل الدولية.

ولفت إلى إنشاء موقع خاص بالمشروع على شبكة الإنترنت، يحتوي على قرابة مائة فيديو تعليمي، معروض بشكل منهجي ومزود بفهرس أكاديمي لمساعدة الطلاب والزائرين على البحث والتنقل السلس بين فيديوهات الموقع، وخلال فترة قصيرة بلغ عدد زيارات الموقع قرابة 40 ألف زيارة اشتملت على أكثر من مليون عملية تصفح داخلي للفيديوهات.

ويطمح حماد بأن يضع الكتاب الإلكتروني الجديد، فلسطين، على خارطة الدول المنافسة في مجال إنتاج المواد التعليمية الطبية المتقدمة، بالإضافة إلى الرغبة في مشاركة واسعة من طلاب كليات الطب وتكنولوجيا المعلومات في غزة في المشروع، للانتقال بهم من مرحلة مستقبل سلبي فقط إلى مرحلة منتج إيجابي للمعلومة.


المساهمون