مندوبة مبيعات... قصص عراقيات يعملن في مهنة جديدة على المجتمع

09 اغسطس 2017
خريجات في العراق (بهروز مهري/فرانس برس)
+ الخط -


مع تزايد أعداد خريجي الجامعات العاطلين من العمل في العراق وصعوبة الحصول على وظيفة، في ظل اقتصادٍ متهاوٍ، ومع بحث الشباب عن فرصة عمل في القطاع الخاص، وجدت بعض الفتيات ضالتها في وظيفة مندوبة مبيعات داخل العاصمة بغداد.

لبنى عصام (24 عامًا)، خريجة كلية العلوم، تعمل مندوبة مبيعات في إحدى شركات مساحيق التجميل. تقول لـ"العربي الجديد": "إن العمل في هذه الوظيفة له مميزاته وسلبياته، من ناحية أجد صعوبة في التنقل وإقناع التجار بالمنتوجات وتحمّل أمزجة بعضهم، لكنه في الوقت ذاته يعتبر عملاً مطلوباً هذه الأيام خصوصاً في القطاع الخاص"، مشيرة إلى أن "القطاع العام أيضا أصبح يعتمد على مندوبي المبيعات لترويج البضائع، كونهم من أبرز وسائل البيع وبمثابة مروّج إعلاني للشركات".

وأضافت أن "مثل هذه الوظائف تتطلب الصبر والتحمل، وهذه ميزات تتوفر لدى الفتاة أكثر من الشبان الذين يفقدون صبرهم سريعا، لذلك تفضل أكثر الشركات توظيف الفتيات، مع العلم أن بعضها يدفع للفتاة أجرا أقل وهذا ما لا تقبله بعضهن".

إيمان عباس (26 عامًا)، خريجة كلية التربية قسم اللغة الانكليزية، قالت: "كنت كغيري أنتظر فرصة الحصول على وظيفة مناسبة لكن لم يحالفني الحظ، وبعد أول إعلان قرأته على موقع فيسبوك لإحدى شركات الملابس والعطور التي تبحث عن مندوبة مبيعات، قدمت أوراقي، وبالفعل جاءت الموافقة سريعا".

وتابعت "تعرضت لضغط شديد من قبل الأهل كون هذه الوظيفة جديدة على المجتمع، وخافوا مما يقوله الناس والجيران، ولكن بعد إلحاح وإقناع إخوتي تمكنت من العمل بالفعل".

وذكرت عباس لـ"العربي الجديد"، أن المرتبات التي تدفعها الشركات تراوح بين 600 إلى ألف دولار أو أكثر، بحسب اختصاص كل الشركة وعدد ساعات العمل، بالإضافة إلى حوافز، منها النسبة على المبيعات وحوافز فصلية أو نصف سنوية، وغير ذلك.




وأضافت: "تحسنت حالة أسرتي المادية بعد حصولي على العمل، كما أن حالتي النفسية والمعنوية أصبحت أفضل بعد أن صار لي استقلالي المادي الخاص"، مؤكدة أن "وظيفة مندوبة المبيعات لا تقل أهمية عن أي وظيفة أخرى، لكن طبيعة العمل فيها تختلف عن الروتين المعتاد في الوظائف الأخرى، كونها تتطلب الترويج عبر الزيارات الميدانية للمحال التجارية أو العمل داخل الشركة نفسها بالتحدث إلى الزبون وإقناعه بالتعاقد والشراء".

وقال تاجر المواد الغذائية بالجملة، أحمد ناجي، لـ"العربي الجديد": "كل أسبوع أستقبل ما لا يقل عن ثلاث مندوبات مبيعات لشركات مختلفة، منها شركات غذائية أو مساحيق الغسيل وغيرها، في بداية الأمر استغربت كون الفتيات يتجولن على المحال التجارية للترويج للبضائع، لكن مع ازدياد عدد العاملات في هذا المجال أصبح الأمر طبيعيا، على الأقل بالنسبة لمنطقة الدورة التي أعمل فيها".

ولفت إلى أن "بعض الأشخاص لا يتقبلون هذه الوظيفة للإناث، فيعمدون إلى مضايقتهن، ما يدفعهن لترك العمل، وهناك من يجد أن مثل هذا العمل في العراق لا يناسب الفتيات إطلاقا نظرا لما تعانيه البلاد من مخاطر جمة يمكن أن تكون الفتاة ضحيتها أثناء تأدية عملها، ومنهم من يعتبرونه عملا غير مبرر أو مجرد تسلية".

وفقا لآخر دراسة نفذتها وزارة التخطيط، فقد بلغ مستوى الفقر 22.5 في المائة في نهاية عام 2014، في حين أن 30 في المائة من المواطنين هم تحت خط الفقر.

ويرجع خبراء اقتصاديون أسباب زيادة الفقر في البلاد إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية منذ نحو أربع سنوات التي ازدادت نتيجة دخول تنظيم "داعش" الإرهابي، فضلا عن نزوح أكثر من ثلاثة ملايين شخص وما أعقب ذلك من معارك خاضتها الحكومة لتحرير المدن من قبضة التنظيم، الأمر الذي كلف البلاد ملايين الدولارات.

وتشير الإحصائيات إلى وجود نحو 5 ملايين عاطل من العمل في العراق، الكثير منهم من خريجي الجامعات.


المساهمون