بوادر لحل قضية أسرى ومحرري "وفاء الأحرار" برغم مواصلة إضرابهم

05 اغسطس 2017
يأملون إيجاد حل وإعادة رواتبهم المقطوعة (العربي الجديد)
+ الخط -



في الوقت الذي يواصل فيه الأسرى والمحررون في صفقة "وفاء الأحرار" إضرابهم المفتوح عن الطعام واعتصامهم منذ 49 يوما ضد قطع السلطة الفلسطينية رواتبهم للشهر الثالث على التوالي، كشف المحررون اليوم السبت، عن بوادر لحلّ قضيتهم، مؤكدين استمرار خطواتهم الاحتجاجية حتى تعود حقوقهم ورواتبهم المقطوعة.

وكشف الأسير المحرر بصفقة "وفاء الأحرار"، منصور شماسنة، لـ"العربي الجديد"، على هامش وقفة احتجاجية خلال زيارة وفود تضامنية لخيمة التضامن معهم المقامة وسط مدينة رام الله، أنّ "وفدا برئاسة رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية عيسى قراقع، قد زار المحررين المعتصمين، وأبلغهم بأن رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية أخبره بأن الرئيس محمود عباس أوكل إليه الموضوع، وأنه بصدد حله"، وقال قراقع للمحررين: "سنتصل بكم في حال أبلغنا بحل لهذه الأزمة".

وأضاف شماسنة: "عندما زار أعضاء من المجلس التشريعي عن حركة حماس الأسبوع الماضي، الرئيس محمود عباس بعد الوعكة الصحية التي ألمّت به، طرحت مواضيع تخص الشأن الفلسطيني ومن ضمنها رواتب الأسرى والمحررين المقطوعة منذ 3 أشهر".

ولفت المحرر شماسنة إلى وجود تطمينات إيجابية بأن الموضوع سيحل، وقال: "لم نتلق وعدا رسميا بهذا الخصوص، لكن تلك التطمينات يمكن أن يبنى عليها، وبالنسبة لنا نعول على الأفعال أكثر من الأقوال والأمل معقود، أملنا بالله كبير".

ووفق شماسنة، فإن "إضراب الأسرى والمحررين قد حرّك المياه الراكدة ولعل المسؤولين أدركوا أن الأمر جدّي وأن المعتصمين مصرون على حقوقهم، وهذا ما دفع السلطة للتحرك لحل هذا الموضوع"، مؤكدا أن الأسرى والمحررين "لن يعدلوا عن خطواتهم الاحتجاجية حتى تعود حقوقهم ورواتبهم، ويتوقف المس بمكانة الأسرى الاعتبارية والوطنية حتى لا يجرم نضال الشعب الفلسطيني". لافتا إلى استمرار التضامن معهم.



وعن إمكانية إعادة رواتب الأسرى والمحررين في الضفة الغربية فقط، أكد شماسنة على رفض تلك التجزئة لأن الأسرى والمحررين جميعهم هم أبناء فلسطين، وطالب السلطة الفلسطينية بإعطاء كافة حقوقهم دون تفرقة،  ويقول"السلطة تتحمل المسؤولية عن هذه التجزئة، ومنذ اليوم الأول لا دخل لنا بها، ولن نوافق عليها، ونحن سنطالب بعودة هذه الرواتب إلى كل الأسرى وننتظر لنرى فلكل مقام مقال ولكل حادثة حديث ولعل الأمر لم يحدث بعد".

يخوضون إضرابا عن الطعام لقطع رواتبهم (العربي الجديد)


من جانبه، أكد منسق القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، عصام بكر، لـ"العربي الجديد"، على " جهود تبذل على كافة المستويات ذات العلاقة بالسلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية، والتفهم لمدى الحاجة لإيجاد حل مُرضٍ لإعادة المستحقات ورواتب الأسرى، نأمل أن يتم العمل على حل هذا الملف بشكل جذري في غضون الفترة القليلة القادمة وأن لا تمتد إلى أيام، خاصة أن المحررين قد أعلنوا عن إضراب مفتوح عن الطعام، ما يشكل نقلة نوعية في أشكال المطالبة بالحقوق، ونأمل أن تتم الاستجابة لمطالب الأسرى بشكل فوري وإعادة مستحقاتهم".

وشدد بكر على ضرورة حلّ ملف قطع رواتب الأسرى بشكل موحد وغير انتقائي، والعمل على إعادة رواتبهم بشكل فوري دون إلحاق المزيد من الأذى بقوت عائلات أولئك الأسرى والمحررين، فهم مناضلو الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.

وأكد على ضرورة أن تفي السلطة الفلسطينية والجهات المختصة بكامل حقوق هذه الشريحة من الشعب الفلسطيني، " فقطع رواتب الأسرى وقوت يومهم مساس خطير بالقانون الأساسي الفلسطيني الذي كفل لهذه الشريحة كرامتها الإنسانية والأساسية، لذا فإن عمليات الإسناد الشعبي تتواصل، ويجب رفض الابتزاز الأميركي والإسرائيلي خاصة في هذا الظرف السياسي الدقيق، ولا يمكن أن يتم وسم النضال الذي خاضه الأسرى على مدى العقود الماضية بالإرهاب".

بوادر لحل قضيتهم وأملهم كبير (العربي الجديد)


ودعا المتحدث إلى التوقف عن هذا الشكل من التعامل في حل الأزمات الداخلية الذي يفاقم من أزمة الانقسام ويعمق إمكانية الوصول إلى اتفاق يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.

ويخوض 16 أسيراً من محرري صفقة "وفاء الأحرار" بينهم الأسيرة المحررة بالصفقة هنية ناصر، إضرابا مفتوحا عن الطعام، ضد قطع رواتبهم من قبل السلطة الفلسطينية، لليوم الثامن على التوالي، بالتوازي مع خوض اعتصام مفتوح وسط مدينة رام الله منذ 48 يوماً، حيث سيكون إضراب المحررين على مرحلتين الأولى، يتناولون خلالها الماء والسوائل كالحليب والعصير مع الامتناع التام عن الطعام، والثانية تكون بالاعتماد على الملح والماء فقط.

في حين، يواصل 50 أسيرا من أسرى "وفاء الأحرار" والذين أعادت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم، إضرابهم المفتوح عن الطعام من داخل سجون الاحتلال، احتجاجا على قطع السلطة الفلسطينية رواتبهم للشهر الثالث على التوالي.

ومنذ مطلع شهر يونيو/ حزيران الماضي، قطعت السلطة الفلسطينية رواتب نحو 300 أسير ومحرر ومبعد في صفقة "وفاء الأحرار"، التي أبرمتها حركة حماس في عام 2011 مع إسرائيل برعاية مصرية مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأفرج فيها عن أكثر من ألف أسير أعادت إسرائيل اعتقال وإعادة الأحكام السابقة للعشرات منهم بعد اعتقالهم قبل نحو ثلاث سنوات.