"الأسايش" تلاحق عروسين هاربين شمال سورية

31 اغسطس 2017
بدعوى مخالفة العروس للسن القانونية (فيسبوك)
+ الخط -


ضجّت ناحية الدرباسية التابعة لمحافظة الحسكة شمال سورية، والتي تخضع لسيطرة الإدارة الذاتية الكردية، بحادثة تعد الأولى من نوعها، بعد أن قامت قوات "الأسايش" بالمنطقة باعتقال أهالي عروسين عقب عقد قرانهما حديثاً، بالإضافة إلى المأذون، وذلك علأ أثر حكم صادر عن محكمة الإدارة الذاتية في المنطقة، ببطلان الزواج، بدعوى مخالفة العروس للسن القانونية.

وفقاً لمصادر محلية، فإنّ العروس أمنية أكرم عبد الله تبلغ من العمر 17 عاماً، وقد أصدرت المحكمة لاحقاً حكماً على أبيها لمدة سنة، وقراراً بوجوب فصلها عن زوجها، إضافة إلى دفع غرامة مالية تصل مليون ليرة سورية، فيما حكمت على والدة العريس بالسجن لمدة شهرين لصراخها واعتراضها على اعتقال ابنها. 

وأوضح الناشط السوري رودي الكردي من الحسكة، أن "الأسايش تلاحق العروسين حتى الآن. ما حدث أنه وبعد إقامة حفل الزفاف قام أحد من عملاء الإدارة الذاتية في المنطقة بالوشاية بهما، فأصدرت المحكمة قراراً باعتقالهما، هذا القرار تسرب إلى أهالي العريسين قبل حدوث المداهمة فهرب العروسان.، خلال المداهمة لم تجد قوات الأسايش العروسين فاعتقلت الأهالي، وقامت بإطلاق النار في الهواء في حركة لتخويف الناس، أما العروسان فلم يعرف أحد مكانهما حتى الآن".

 



وأشار الكردي إلى أن "القاضية التي أصدرت القرار تدعى شمسة فرحان كلش معروفة لدى أهالي الدرباسية، أميّة، كما أن أغلب العاملين في الإدارة الذاتية لا يحملون شهادات وغير مؤهلين وهو ماتريده الإدارة من ينفذ قوانينها وأحكامها بشكل أعمى، هؤلاء يتحكمون اليوم بحياة الناس وكرامتهم ويصدرون الأحكام".

وأردف " هذا القرار يكشف الغباء المفضوح فيما يسمى بالإدارة الذاتية وتناقض قوانينها الدعائية مع سياستها القمعية، ففي حين تدعي الإدارة الذاتية الحفاظ على حقوق المرأة في ناحية الدرباسية نفسها لا يزال حزب الاتحاد الديمقراطي "PYD" حتى يومنا هذا يرفض إعادة الطفلة ﻓﻴﺎﻥ أﺣﻤﺪ ﺍﻟﻤﺤﻤﺪ ﺍﻟﺒﺎﻟﻐﺔ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ 14 ﻋﺎﻣﺎً والتي ﺗﻢَّ ﺧﻄﻔﻬﺎ في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي لتجنيدها قسرا في وحدات حماية الشعب المعروفة اختصارا بـ " YPG".

وعن ردة فعل أهالي المنطقة حول الحادثة، تحدث محمد عيدو وهو من الدرباسية قائلا:  "عرفت المدينة بأكملها بالحادثة، بعد أن سمعنا إطلاق نار كثيف، ظننا أن هناك هجوما حتى سمعنا أنهم يلاحقون والد العروس، لا أحد يرضى بهذا، ثم أين هي حقوق الفتيات اللواتي يجندنوهن ولا يسمح لأهلهن حتى برؤيتهن؟  ما هذه الازدواجية والنفاق. الناس بات يعتريها الخوف كالسابق، لا أحد يتجرأ على الإدارة الذاتية هنا علنا، الحالة التي نعيشها هي ذات حال سورية في حكم المخابرات، إذا حاول أحد أن ينتقد الإدارة الذاتية، سيغيب في اليوم التالي".