عائلة شماسنة المقدسية تواجه محتلاًّ بـأجهزته لحماية منزلها: لن نغادره إلا للقبر

10 اغسطس 2017
تنتظر العائلة قرار المحكمة (العربي الجديد)
+ الخط -
تنفّس العجوزان المقدسيان، أيوب شماسنة وزوجته أمّ محمد، الصعداء بعد أن نجح محامي العائلة، سعيد أبو غالية، مساء الثامن من الشهر الجاري، في استصدار قرار من دائرة الإجراء الإسرائيلية بإرجاء إخلائهما من منزلهما، الذي يقيمان فيه منذ مطلع ستينيات القرن الماضي استنادا إلى وثائق قدّمها المحامي تؤكد أن عائلة شماسنة محمية بالقانون، ولديها حصانة من الإخلاء، بالرغم من قرارات لمحاكم إسرائيلية بتمليك منزلهما البسيط وسط حي الشيخ جراح لجمعيات استيطانية تدّعي ملكيتها له.

ويقول محمد شماسنة، بكر المسنين العجوزين لـ"العربي الجديد"، إن "التطور الجديد يتعلق بالطلب من مدعي ملكية البيت تحديد قطعة الأرض التي يزعمون أن بيوتا أقيمت على أرض يملكونها منذ أربعينيات القرن الماضي، وهو أمر ستنظره محكمة الصلح الإسرائيلية في جلسة ستعقدها في الثالث عشر من الشهر الجاري".

قرار تأجيل الإخلاء، كما يقول محمد شماسنة، "قوبل بالارتياح من العائلة، خاصة والديه، اللذين أصابهما الإعياء والإرهاق على مدى الأسبوعين الماضيين، وأجهدهما التفكير بالاستيلاء على المنزل، وماذا سيفعلان، علما بأنهما كانا قد اتخذا قرارهما بمقاومته مهما كان الثمن".

وقصة هذا المنزل، الذي تقيم فيه العائلة منذ العام 1964 كما يرويها نجل صاحبه، تشابه قصص منازل أخرى في حي الشيخ جراح وأحياء القدس المختلفة، خاصة المحيطة بالبلدة القديمة من القدس، حيث غالبا ما تنتهي إلى سيطرة المستوطنين عليها، بادعاء ملكيتهم لها، وما يسهل من ذلك، هو تعاضد المؤسسات الإسرائيلية المختلفة من بلدية الاحتلال في القدس، ودائرة طابو، ووزارة إسكان، وأجهزة أمن في دعم المستوطنين وتوفير الحماية لهم.

يقول شماسنة: "لن نغادر منزلنا الذي ولدنا وتربينا فيه. نحن نواجه دولة بكل أجهزتها وأدواتها من المستوطنين، هم رأس الحربة التي لا تنفك تنهب منازلنا وأراضينا، في حين يحظى هؤلاء بغطاء من مؤسساتهم القضائية". لكن لماذا الشيخ جراح.. وهذه المنطقة تحديدا والمعروفة بكبانية أم هارون؟

العائلة متمسكة بحقها في المنزل (العربي الجديد)


عن ذلك يجيب شماسنة: "هذه المنطقة من المناطق الحيوية شمال البلدة القديمة من القدس. أولا هي تتاخم القطاع الغربي من القدس المحتلة لا يفصلها عن القدس الشرقية سوى شارع رقم واحد. وبجوارها العديد من البؤر الاستيطانية، حيث كانوا قد استولوا على عدة عقارات إلى الشرق من (الكبانية)، منها منزل أم كامل الكرد، بينما شيدوا قريبا منها عشرات الوحدات الاستيطانية على أنقاض فندق شبرد وأجزاء من منزل مفتي فلسطين الراحل، الحاج أمين الحسيني".

أملها أن تقضي المحكمة ببقائها في المنزل (العربي الجديد) 


ما يعني عائلة شماسنة من منزلهما، كما يقول نجل صاحب المنزل، هو الصلة العاطفية والوجدانية بالمكان، الذي نشأ فيه هو وأشقاؤه السبعة، وتقيم 13 عائلة أخرى فيه، وجميع هؤلاء مهددون أيضا بالإخلاء، علما بأن هذه العائلات تقيم بموجب عقود إيجار موقعة من "حارس أملاك العدو" الأردني، قبل أن تنتقل إلى القيم على ما يسمى أملاك الغائبين الإسرائيلي، حيث رفض هذا القيم في العام 2009 تجديد عقود الإيجار بحجة وجود ورثة من المستوطنين للمنزل.

والدة محمد، فهمية شماسنة، عبرت في حديث مع "العربي الجديد"، عن أملها بأن تقضي المحكمة يوم الأحد القادم (13 أغسطس/آب) ببقائها في منزلها. مع ذلك لا تزال قلقة، وهي لا تتمنى أن يأتي اليوم الذي تطرد فيه أو تخلى بالقوة، خاصة أنها لن تغادره، وتقول: "كيف نطلع منه..؟ ووين نروح..؟ والله ما بطلع منه إلا للقبر".