سمكة غزية صغيرة

07 يوليو 2017
تبتسم الفتاة السمراء مزهوّة (محمد عابد/ فرانس برس)
+ الخط -

تمسك الفتاة السمراء السمكة الفضية بأصابعها وتبتسم مزهوّة بإنجازها. هي نجحت في "اصطياد" سمكة صغيرة، أسوة بأشقائها الصبيان، للمرّة الأولى. والفتاة كانت قد قصدت مع عائلتها البحر المتاخم لمخيّم الشاطئ في مدينة غزة، في هذا اليوم الحار من شهر يوليو/تموز، هرباً من القيظ الذي يخنق القطاع وأهله.

وموجة الحرّ التي تضرب المنطقة منذ بداية الأسبوع الجاري والتي تأتي مصحوبة بنسب مرتفعة من الرطوبة، فاقمت من معاناة سكّان قطاع غزة، لا سيّما وسط انقطاع التيار الكهربائي لنحو عشرين ساعة يومياً. وفي محاولات للتخفيف من حدّة موجة الحرّ عليهم، راح الغزيّون يخرجون من منازلهم ويتنزّهون في الأماكن العامة المفتوحة ويتوجّهون خصوصاً صوب شاطئ البحر.. من شأن مياهه أن تنعشهم بعض الشيء.

تلك المياه، وعلى الرغم من زرقتها الرائعة ومن تأثيرها المنعش، فإنّها قد تضرّ بالفتاة السمراء وبكلّ هؤلاء الذي يقصدون البحر في هذه الأيام. فسلطة جودة البيئة في القطاع كانت قد حذّرت من السباحة في بحر غزة، بسبب تلوّثه بالمياه العادمة من جرّاء توقف عمل محطات معالجة مياه الصرف الصحي.

تبتسم الفتاة السمراء الصغيرة للمصوّر الذي أراد توثيق تلك اللحظة، فرحة بسمكتها الفضية التي اصطادتها بيدَيها وحقّقت إنجازاً بحسب ما تظنّ. تلك السمكة قد تكون نفقت من جرّاء التلوّث، الأمر الذي سهّل على الفلسطينية الصغيرة التقاطها بسهولة فحسبت نفسها "صيّادة ماهرة".

(العربي الجديد)

دلالات