سميحة لحلوح... عجوزة فلسطينية تقتل أوقات الفراغ بـ"الرسم"

01 يوليو 2017
2EE48A48-B194-4F56-AF85-E1D388347E66
+ الخط -
في بيت قديم، وسط بلدة عرّابة، القريبة من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، تمارس العجوزة الفلسطينية سميحة لحلوح (87 عاماً)، هواية فن الرسم.

تمسك بيدها المرتجفة ألوانا خشبية وأخرى مائية، ترسم ذكرياتها وكل ما تشاهده عينها، لتكون المتفردة التي تمارس مثل هذه الهواية. وعلى مدى ست سنوات خلت، استطاعت لحلوح، المكناة بـ"أم سمير"، رسم نحو 400 لوحة متنوعة، تحتفظ بها.

ورسمت أم سمير الزهور والبيوت والحيوانات والطيور، ولكل رسم قصة، كما تقول لمراسل "الأناضول" في بيتها الذي يعود تاريخ بنائه إلى منتصف القرن الماضي.

وعن بدايتها في الرسم، تضيف بينما هي تقلب رسوماتها: "خُيّل لي أن كلبا يصطاد فريسته، فطلبت من أحد أحفادي أن يشتري لي أقلاما وألوانا ودفترا، وبدأت بالرسم، كانت البداية مضحكة ولكنها جميلة". وأضافت لحلوح: "أرسم لأتغلب على وقت الفراغ، أستمتع بذلك وأرسم كل شيء، أفرح لذلك ويفرح لي الناس".

تمسك لوحة للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وتقول: "في المنام زارني (عرفات) وطلب مني أن أرسمه، ضحكت وقلت له: صعب بعدني في البداية، لكنه أصر عليّ"، وتتابع "في الصباح أتى لي أبنائي بصورته (عرفات) ورسمته".


تحولت الغرفة إلى مرسم (عصام ريماوي/ الأناضول) 
وتحتفظ لحلوح برسوماتها، وتقول: "من يريد أن أرسم له لا أتردد، أما رسوماتي فلا أفرط بها، هي خاصتي".
تبتسم أم سمير، وتقول: "مرة طلبت مني حفيدتي أن أرسم لها صورة بمناسبة مناهضة العنف ضد المرأة، فرسمت لها رجلا يرتدي قمبازا (لباس تراثي)، ويمسك بيده عقالا (يوضع على الرأس) ويَهمُ بضرب زوجته التي بدورها ترفع يديها خوفا منه".
وعلى مدى عشرات السنوات اشتهرت لحلوح في بلدتها والبلدات المجاورة بحياكة الملابس، فكانت واحدة من أمهر السيدات اللواتي يصنعن الملابس، وما تزال حتى اليوم تحتفظ بآلة الخياطة الخاصة بها.

أنجزت نحو 400 رسم (عصام ريماوي/الأناضول) 


وتعدت موهبة أم سمير فن الرسم على الدفاتر إلى الرسم على جدار المنزل، حيث زينت جدران منزلها الخارجية برسومات الأزهار.
وتخطط ابنتها كفاية لحلوح، لتنظيم معرض لصور والدتها. وتقول: "تبدو الرسومات بسيطة لكنها تعبر عن معنى خاص، جسدته والدتي بيدها المرتجفة، بعد أن بلغت هذا العمر". وتضيف: "تتلقى أمي منا الدعم الكامل، نشجعها ونحن فخورون بها"، مشيرة إلى والدتها "في كثير من الأحيان ترى صورا في الشوارع فتعيد رسمها على دفترها".


تنوي ابنتها تنظيم معرض لرسوماتها (عصام ريماوي/الأناضول) 


وترى الابنة أن والدتها وجدت ضالتها في الرسم، تجسد من خلالها ذكرياتها وآمالها، والأهم أنها قتلت وقت الفراغ بأسلوب ممتع. وأضافت: "لم نرها بهذه السعادة من قبل".

ولا تملك أم سمير مرسما، بل تستخدم فراشاً أرضياً بسيطاً، كما أنها تعتز كثيرا بلقب "الفنانة"، وتقول: "الكل في البلد بحكو (يتحدثوا) عني الفنانة أم سمير". وللسيدة سميحة لحلوح 23 حفيداً، منهم طلبة جامعيون.

(الأناضول)



المساهمون