موجة قيظ في فرنسا والسلطات تدرس حلولاً مستدامة

23 يونيو 2017
ارتفاع قياسي لدرجات الحرارة في باريس (لودفيك مارين/فرانس برس)
+ الخط -


تعيش مناطق عدة في فرنسا، بينها العاصمة باريس، منذ يوم الاثنين الماضي، موجة قيظ استثنائية مصحوبة بمستويات عالية من التلوث، حتى إن درجات الحرارة تتباين بين المدن والريف بنحو 10 درجات مئوية.

وتقترب درجات الحرارة في شوارع باريس أحيانا من 40 درجة، وتخشى السلطات أن يصبح هذا القيظ متكررا في المستقبل، وسط تنبؤات بفترات قيظ طويلة على مدار السنة في العقود القادمة، ما يمكن أن يتسبب في وفيات كما حدث في 2003، عندما تسبب القيظ في مقتل 15 ألف شخص في فرنسا.

وفي هذا السياق، بينت دراسة نشرتها مجلة "Nature Climate Change"، الاثنين الماضي، أنه في نهاية القرن الحالي، سيكون 74 في المائة من سكان الكرة الأرضية معرضين لمخاطر "الموت بسبب ارتفاع درجة الحرارة".

وتدرس السلطات الفرنسية حلولا لتخفيف درجات الحرارة، ومن بين هذه الحلول تجريب نوع جديد من "الزفت" الذي يستطيع أن يخفف من ضجيج السير ويتيح تقليل درجة الهواء، وهي خطة تحتاج إلى عشر سنوات، كما تقول بلدية باريس، التي كشفت عن بدء حزمة من التجارب "حتى تكون باريس منسجمة مع ما يجب أن تكون عليه هذه العاصمة".

وتتحدث السلطات عن كلفة مالية تصل إلى 3 ملايين يورو تقريبا، على أن يبدأ تنفيذ المشروع الذي يحظى بدعم مالي أوروبي، سنة 2018، في ثلاثة أمكنة من العاصمة.

وأجريت تجارب على أسطح منازل بيضاء تعكس الضوء، بهدف تطبيق الأمر على الطرقات أيضا، والتي لن تكون سوداء كما هو الحال الأن، كما تفكر بلدية باريس في حلول أخرى تجعل المدينة أكثر تأقلماً مع التغيرات المناخية.

وبدأت قبل فترة خطط لتشجير الأسطح والواجهات، وإنشاء فضاءات خضراء، ومضاعفة أحواض السباحة، ونافورات الماء، وخلق غابات، وتراهن بلدية باريس على أن تتغير كثير من الأشياء بحلول سنة 2030.

وفي انتظار إيجاد حلول جذرية للمشكلة الطبيعية المتكررة، لا يملك سكان باريس والمدن الفرنسية الكبرى إلا اتباع نصائح السلطات بالابتعاد عن التعرض المباشر لأشعة الشمس لأوقات طويلة، ثم الإكثار من شرب الماء، وارتياد الحدائق العمومية وبرك المياه.

وتستهدف الإجراءات الفرنسية منع السيارات الأكثر تلويثا من الحركة في باريس وضواحيها، إضافة إلى إحداث تذكرة خاصة في وسائل النقل العمومي لجميع التنقلات طيلة اليوم، وإعلان مجانية ركن السيارات، ومجانية استخدام الدراجات الهوائية.

المساهمون