صدمة في الجزائر بسبب مقتل أستاذ جامعي على أيدي طالبين تورطا بالغش

20 يونيو 2017
ظروف غامضة حول مقتله (فيسبوك)
+ الخط -
سادت أجواء من الصدمة والحزن، مساء الاثنين بسبب مقتل الأستاذ الجامعي الدكتور بشير سرحان قروي (44 سنة) في كلية الحقوق والعلوم القانونية في جامعة "خميس مليانة " غرب العاصمة الجزائرية، حيث تعرض بحسب التحقيقات الأمنية الأولى لضربات بآلة حادة "سكين أو مطرقة".

وفتحت مصالح الأمن الجزائرية تحقيقات واسعة في الجريمة، حيث أشارت إلى أن الشكوك تحوم حول طالبين أقدما على استدراج الأستاذ لمكان الجريمة بمقر سكنه بالحي الجامعي بعد أن أقدم هذا الأستاذ على إحالتهما على المجلس التأديبي بسبب الغش، فيما ذهبت بعض الأوساط الجامعية إلى وصف الجريمة بالشنعاء وليست الأولى من نوعها، خصوصا أن العديد من الأساتذة يعانون من تهديدات الطلاب في الحرم الجامعي والسب والشتم والتهديد بالقتل.

ومن جانبه قال الأستاذ بوسعد، إن "الغش أصبح في الجامعة الجزائرية مكسبا اجتماعيا "، معللا ذلك بالقول لـ" العربي الجديد"، أن الإجراءات التي أخذتها وزارة التربية فيما يتعلق بتكثيف مراقبة امتحانات البكالوريا تثبت ذلك على حد تعبيره، وبذلك " كيف لا تصل الأمور إلى حد ارتكاب جرائم قتل دفاعا عن هذا المكسب"؟ يتساءل المتحدث.


وأضاف أن " مقتل الأستاذ الجامعي هو الشجرة التي تخفي الغابة، حيث تشهد الجامعة الجزائرية مرحلة انهيار للقيم وبالتالي يؤثر ذلك على منظومة القيم في الجزائر.

كثيرة هي التعليقات التي أطلقها الجامعيون من أساتذة وطلاب وحقوقيين حول الجريمة النكراء، إذ اعتبر البعض أن المنظومة الجامعية صارت " تتفاخر بتشييد مبان وهياكل سميت بالجامعات في كل ولاية جزائرية، لكنها اليوم "دون روح أو علم" و"دون علماء" ، بحسب المحلل السياسي محمد بلعاليا.



ويقول لـ" العربي الجديد"، " نعتقد أن تشييد الجامعات وتطوير البحث العلمي وحدها كافية لتحصين جيل، لكننا اليوم أمام "كذبة كبرى"، موجها انتقادات للمنظومة السياسية في الجزائر التي تلعب على وتر الإنجاز والهياكل القاعدية دون الاستثمار في المادة الرمادية والبشر والمفكرين وتحفيز المبدعين" يضيف المتحدث.

كما خلقت حادثة قتل الأستاذ الجامعي، جدلا كبيرا في أوساط نشطاء الشبكة العنكبوتية وفتحت بابا كبيرا لرواد التواصل الاجتماعي للتعبير عن رأيهم في هذه "الحادثة " حيث وصفها الكثيرون بـ"الشنيعة"، فيما قال الناشط والمدون الإعلامي علي عقون "في كل العالم الطالب الجامعي يدرس ويتخرج أما في الجزائر فيغش أو يخرج روح أستاذه"، متسائلا "إلى أين نحن ذاهبون، وأي طريق ستسلكه الجامعة الجزائرية" في سؤال وجهه لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار.


ويتخوف الكثيرون من تفشي الجريمة في الأوساط التربوية والجامعية في الجزائر، وعزا الأستاذ الجامعي من كلية العلوم الاقتصادية بجامعة بومرداس عبد الرزاق بن عمرة، سبب تفشي مظاهر العنف بمختلف أشكاله في الجامعة إلى منظومة اجتماعية تتحمل الأسرة المسؤولية الأولى، لتأتي بعدها المدرسة أي قطاع التربية بأطواره الثلاث قبل الوصول إلى الجامعة.



وأضاف لـ" العربي الجديد " أن " الحديث عن الغش هو أمر يتعلمه التلميذ في المدرسة الأساسية مطالبا بالتركيز على الأساس وهو تطبيق القوانين الرادعة منذ الدخول إلى المدرسة وليس الحديث عنه في الوسط الجامعي.

وأوضح أن ما يقع في الجامعة هو تراكم لتنشئة تربوية واجتماعية، فلا يمكننا أن "نستغرب اليوم ما يقع في قطاع التعليم العالي"، داعيا إلى نظرة استشرافية للأمور وإلا فإننا "ذاهبون نحو نفق مظلم لا نعرف متى وكيف نخرج منه ولا حتى إلى أين يكون مرسى سفينة التعليم في الجزائر".

 

 

دلالات