عادات الغزيين بعد الإفطار.. صلاة وحلوى وجلسات سمر

01 يونيو 2017
جلسات سمر حتى موعد السحور (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يَؤُمّ الحاج أبو محمد أبو الخير، أولاده وبناته في صلاة المغرب فور انتهاء الأذان في شهر الصوم، وذلك بعد تناول التمر، ومن ثم يتجمّعون حول مائدة الإفطار المُعدة، يتلون أدعية الإفطار وقبول الصوم، ويتناولون فطورهم وسط أجواء عائلية، يليها تناول الحلويات وعصير الخروب أو الكركديه.

بعد انتهاء الفطور وانقضاء اليوم، تجتمع عائلة أبو الخير مجدداً أمام التلفاز لمشاهدة برامج المقالب، والكاميرا الخفية. أما الأطفال فيجتمعون أمام البيت للعب برفقة جيرانهم الصغار.

يقول أبو الخير، إن برنامج العائلة يختلف في حال انقطاع التيار الكهربائي، إذ تقضي العائلة حينها الزيارات المخصصة للأقارب، لأن أزمة الكهرباء تتحكم في طريقة سير يومهم في رمضان، مضيفاً: "أحاول إنهاء أي زيارة قبل بدء التراويح، كي أصطحب أبنائي إلى المسجد لأدائها".

أما زوجته أمّ محمد، فتشير لـ"العربي الجديد"، إلى أن يومها يختلف كلياً عن زوجها، إذ تبدأ بتحضير الفطور بعد أذان العصر برفقة ابنتها تهاني، ومن ثم تنظيف البيت بعد إتمام الفطور، وإعداد المسليات والضيافة للضيوف. وبعد انتهاء اليوم، تبدأ بالتفكير في وجبة السحور.

وتنطبق حالة الحاج أبو الخير على معظم العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، إذ يشتركون في أصناف الوجبات الرمضانية التي تبدأ في اليوم الأول بـ"الملوخية"، تليها الأكلات الفلسطينية الأصيلة، كالمقلوبة، المسخن، المجدرة، القدرة، والمفتول المخصص للعزائم، ويحلّون بالقطايف بأطعمتها المختلفة، كما يتشاركون في زيارة الأرحام، وشراء المستلزمات.


إلى جوار منزل أبو محمد، يجتمع مروان أبو سلمية مع إخوته وأصدقائه في حديقتهم الصغيرة شرق حي الزيتون، جنوب مدينة غزة، بعد انتهاء صلاة التراويح، في جلسة سمر تصل حتى موعد السحور، يتجاذبون أطراف الحديث عن آخر المستجدات، ويتناولون الحلويات والمسليات.

تعمر المساجد للصلوات (عبد الحكيم أبو رياش)


يقول أبو سلمية لـ"العربي الجديد"، "اعتدنا على هذه الجلسة منذ عدة سنوات، لا أذكر متى كانت الأولى، لكنها تعتبر نكهة رمضان بالنسبة لنا، إذ نكسر خلالها الروتين اليومي، وفي بعض الأحيان نقوم بالشواء وتحضير طعام الفطور بأنفسنا في الحديقة، ونبدأ بالاعتكاف سوياً في العشر الأواخر من رمضان".

ويوضح صديقه محمد النحال أن معظم الأصدقاء خريجو جامعات، منهم من يعمل في مؤسسات، ومنهم من التحق بصفوف البطالة، ومنهم ما زال متطوعاً، لكنهم اجتمعوا على حب هذه الجلسة المسائية، مضيفاً: "بعد انتهاء فطوري مع عائلتي أجتمع مع أصدقائي، ونتناول السحور سوياً في بعض الأحيان ومن ثم نصلي الفجر جماعة، ويذهب كل منا إلى بيته، كي يجهز نفسه ليوم رمضاني جديد".

بعد التراويح يبدأ السمر الليلي (عبد الحكيم أبو رياش)


أما زميلهم في الجلسة المسائية سمير أبو عجوة، فيقول: "كنت منزعجاً من صوت المجموعة، فقد كنت أتجه للنوم بعد صلاة التراويح، لكنني ومنذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة، والتي كانت في رمضان 2014، أصبحت أجتمع معهم، إلى أن صارت عادتنا الرمضانية متشابهة منذ ذلك الوقت".

إلى الغرب من مدينة غزة، وفي معسكر الشاطئ تحديداً، يجلس اللاجئ أبو سامر الفيراني على كرسي خشبي أمام منزله بعد صلاة العصر، يقرأ القرآن، حتى موعد الفطور، وقد تجمّع بعض الأطفال حوله، وقد أمسك كل منهم كتيبا صغيرا يحتوي على آيات قرآنية.

وعن يومه الرمضاني، يقول لـ"العربي الجديد": "بعد صلاة الفجر في المسجد، أقرأ القرآن ومن ثم أخلد للنوم حتى موعد صلاة الضحى، وبعد صلاة الظهر أتجه للسوق لشراء حاجيات الإفطار، وبعد تناول الفطور، أزور أرحامي، حتى موعد صلاة التراويح، التي أخلد بعدها للنوم حتى موعد السحور".

يرتادون المقاهي للقاء والسمر حتى السحور (عبد الحكيم أبو رياش)


وتكثر العزائم في رمضان بعد انقضاء العشر الأوائل من الشهر، إذ يفضل الفلسطينيون قضاء الأيام الأولى مع العائلة، لتبدأ جولة من العزائم المتبادلة والزيارات التي تصل إلى أوقات متأخرة من الليل، إذ يعتبرون أن لا وقت للنوم قبل موعد الإمساك.


دلالات