الأمراض تفتك بأهالي الموصل والدواء يُسرق قبل وصوله إليهم

25 مايو 2017
تفشي الأمراض وغياب الأدوية (Getty/الأناضول)
+ الخط -



الجدريّ والإسهال والتهاب الكبد وتقشر الجلد والنكاف وأمراض أخرى تتفشى بين سكان الموصل في المخيمات، أو بين الذين ما زالوا يقبعون تحت حكم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في مناطق سيطرته وسط حالة من اللامبالاة لدى الحكومة العراقية أو الأمم المتحدة.

وسجلت 6 حالات وفاة لأطفال ونساء، خلال أقل من أسبوع، في المخيمات التي تؤوي النازحين، بينما يلف الخطر أطفالاً آخرين لم يذق أي منهم الحليب منذ يومين، فشحنة حليب "ديالاك" الخاصة بالرضع اختفت قبل وصولها إلى مخيمات مخمور شمال شرق الموصل وسط معلومات تتحدث عن مصادرتها من فصيل تابع لمليشيات الحشد الشعبي، وهي ليست المرة الأولى التي يحدث فيها مثل هذا الشيء وفقاً لمصادر تحدثت معهم "العربي الجديد".

وقال مدير منظمة السلام لحقوق الإنسان في العراق محمد علي الخميس، إنّ الأمراض المعدية تنتشر بسرعة وسط مخاوف من ظهور أمراض أخرى أكثر خطراً كشلل الأطفال.

وأوضح علي أن الأمراض تنتشر نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وانعدام الحمامات والمياه النظيفة، فضلاً عن اكتظاظ المخيمات، وهناك حالات مماثلة في المناطق التي يسيطر عليها. مبيناً أن الفساد في عمليات تجهيز الأدوية وسرقة قسم منها أو استبدالها بأخرى ذات نوعيات رديئة بدلاً من تلك التي تجلبها منظمات غربية كمساعدات فاقم المشكلة.



أطباء وناشطون في محافظة نينوى، أكدوا لـ"العربي الجديد" أن نطاق انتشار الأمراض يتسع إلى قرى وبلدات قريبة من الموصل، بسبب انعدام الخدمات وقلة المياه وأن وجد فهو ملوث، فضلاً عن الفساد في برنامج تقديم المساعدات.

وقال الطبيب في مستشفى الموصل، محمد الجبوري، لـ "العربي الجديد"، إن" مستشفيات الموصل الموجودة في الساحل الأيسر في الموصل استقبلت عدداً كبيراً من المرضى بسبب إصاباتهم بأمراض معوية وجلدية مختلفة وسبب هذه الأمراض تفشي الملوثات، وكذلك مصادر المياه".

وأضاف أن" عشرات الحالات تدخل الى العيادات الطبية الصغيرة التي تم افتتاحها في الموصل من قبل وزارة الصحة العراقية ورغم هذه العيادات، إلا أن الواقع الصحي في الموصل لا يزال يعاني من كارثة إنسانية وعلى منظمات المجتمع الدولي توفير مستشفيات ميدانية كبيرة لدعم الحركة الطبية في الموصل".

وأوضح أن" غالبية المستشفيات تقع في الجانب الأيمن ونستطيع القول، إن 80 بالمائة من مستشفيات نينوى دمرت بفعل القصف الذي قام به طيران التحالف الدولي أو العراقي، لأن هذه المستشفيات هي مواقع كان يستخدمها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" كمقرات لعلاج عناصره في المستشفى". وأكد أن" الواقع الصحي في الموصل مخيف جداً".

من جهته قال رئيس جمعية نينوى الغد الصحية أحمد خليل لـ" العربي الجديد"، إن "منظمتنا وثقت تسجيل أكثر من 500 حالة لأمراض انتقالية في الساحل الأيسر والأيمن، ووجود الجثث تحت الأنقاض ساهم في انتشار الأمراض، ونحتاج إلى جهد كبير لرفع هذه الجثث التي تنقسم بين جثث تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" والمدنيين والمنازل التي فخخها التنظيم".

ودعا خليل إلى "معالجة سريعة وتحصين طلبة المدارس لأن بين الأمراض مرض الجدري والإسهال، وكذلك الجرب لأن قلة المياه وانتشار الأوبئة يساهم في زيادة انتشار الأمراض".

مصادر في وزارة الهجرة العراقية أكدت لـ"العربي الجديد" اختفاء شحنة مساعدات لحليب أطفال نوع "ديالاك" خاص بالأطفال مع مكملات غذائية أخرى للرضع قبل وصولها إلى مخيمات النازحين كانت مقدمة من منظمة دولية.

وقالت المصادر، إن الشكوك تحوم حول مليشيات مسلحة تقوم بسرقة المساعدات لبيعها في السوق السوداء بعد اعتراض طريق الشاحنات التي تحملها.

وقال مسؤول بالوزارة لـ"العربي الجديد"، إنّ "حالات السرقة أو الاستبدال في البضائع بين نوعية جيدة وأخرى رديئة قائم على قدم وساق، وهناك جهات متنفذة تتلاعب بطعام النازحين ودوائهم وسط حالة من اللامبالاة من قبل الحكومة أو الأمم المتحدة التي تكتفي بإعلان تخصيصها مساعدات دون التأكد من أنها وصلت للنازحين بشكل كامل وصحيح.

 

 

المساهمون