قرر التلاميذ الصغار أن يُدخلوا الفرحة على قلب عامل النظافة البسيط في مدرستهم، خصوصا أنه يهتم بمظهر المدرسة الواقعة في مدينة سطيف عاصمة الهضاب العليا شرق الجزائر، منذ سنوات.
يقول العامل حسين (32 سنة)، لـ"العربي الجديد": "نحن نعيش تهميشا كبيرا من طرف المسؤولين، لكننا ارتبطنا روحيا بالتلاميذ، وبقاعات الدراسة، وأصبحت المدرسة بيتنا الثاني"، مؤكدا أنه يحرص على نظافتها وغرس الورود بمختلف أنواعها، وطلاء جدران الأقسام وتزيينها بالألوان التي تتلاءم مع المجال التربوي.
ويقول التلميذ محمد رشيد، لـ"العربي الجديد": "كان لابد أن نشكره، لأنه يهتم بمدرستنا، كما أنه علمهم كيفية العناية بالنباتات والزهور"، موضحا أن العامل يعتبر "قدوة لنا في الحفاظ على مظهر المدرسة التي جعلها تبدو أقرب إلى لوحة فنية طبيعية".
ويضيف التلميذ ياسين لـ"العربي الجديد"، أن الحرص على مظهر المدرسة من جانب العامل يدفعهم أكثر إلى التعلم "حال المدرسة جعلنا نشعر بالسعادة داخلها".
وطالبت أصوات كثيرة، السلطات، بتكريم عمال النظافة في المدارس، لأنهم الفئة التي تأتي في آخر مراتب قطاع التعليم، خصوصا من ناحية الأجر الشهري، حيث لفت الأستاذ يوسف لهشيلي، إلى أن عمال النظافة هم "الحلقة الأضعف في قطاع التعليم، رغم كونهم عاملا مهما في البيئة التعليمية. لاحظنا أن كثيرين منهم يعتنون بنظافة وجمال المدارس وكأنها حديقة بيتهم، وهذا له تأثير إيجابي على التلاميذ".
وطالب عدد من الأساتذة، في تصريحات متفرقة لـ"العربي الجديد"، بأن يتم تحفيز مبادرات تكريم العمال، وتقديم مكافآت مالية لهم لتشجيعهم على العمل، لما في ذلك من ترك انطباع جيد في نفوس التلاميذ وغرس روح التضامن بينهم، وقيمة الحفاظ على بيوت العلم.
واعتبر البعض أن تلاميذ هذه المدرسة يمكن اعتبارهم نموذجا، متمنين أن تنتشر العدوى النافعة ويتم تعميمها على سائر مناطق الجزائر، وليس في المدارس فقط.
وتشهد العديد من المؤسسات التربوية في الجزائر حملات توعوية للنظافة من طرف التلاميذ، كما يتم إشراكهم في الحفاظ على المدرسة. ويؤكد عضو نقابة عمال التربية الجزائرية، نور الدين سماري، لـ"العربي الجديد"، أن مشاركة التلاميذ في هذا العمل التضامني ضرورة، كما أن تكريم التلاميذ لعمال النظافة في المدارس في حد ذاته "مكسب لقطاع التربية".