وأوضحت مؤسسة اليتيم اليمنية، في بيان أصدرته حديثاً بالتزامن مع مناسبة يوم اليتيم العربي الذي يصادف أول جمعة من أبريل/نيسان كل عام، وحصل "العربي الجديد" على نسخة منه، أنه "في ظل انحسار هامش الحياة وتعدد أسباب الموت واتساع رقعة المأساة التي يقضيها غالبية المواطنين في اليمن، هناك معاناة من نوع آخر يقضيها أكثر من مليون طفل فقير غيّب الموت آباءهم".
وقالت المؤسسة التي أجرت مسحاً ميدانياً عن "أيتام اليمن قبل وبعد الحرب"، إن الأحداث الدامية منذ عامين خلفت ما يزيد عن 79199 يتيماً ليتجاوز بذلك إجمالي عدد أيتام اليمن مليوناً ومائة ألف يتيم، كما أشارت إلى وجود 47 طفلاً يتيماً دون سن الـ17 من بين كل 1000 ألف ينحدر غالبيتهم من أسر فقيرة".
ووفقاً لإحصائيات المؤسسة، فإن صنوفاً من المعاناة تعيشها 188.571 أسرة يتيمة، وأن 60 بالمائة من أبناء أسر الأيتام لا يكملون تعليمهم بعد الثانوية، بالإضافة إلى 3 بالمائة من الأيتام يعانون من الإعاقات و4 بالمائة من أبناء أسر الأيتام يعانون من أمراض نفسية واكتئاب، و9 بالمائة من أمهات الأيتام يعانين من أمراض مزمنة وخطرة وإعاقات وحالات شلل، في حين 70 بالمائة من أسر الأيتام تفتقر للخدمات الصحية ولا تستطيع شراء الدواء ولا الذهاب للمستشفيات".
وتتعدد أسباب اليتم في اليمن، حسب المؤسسة، بتعدد أسباب الوفاة التي تفوق إلى حد كبير غالبية بلدان المنطقة العربية، "كنتيجة طبيعية للوضع المعيشي المأساوي، ومستوى الدخل والأمراض المستعصية والأوبئة والإرث الكبير من المشاكل الاجتماعية والثأر وحتى الأحداث المرورية ثم النزاعات المسلحة"، فضلاً عن الحرب "التي أتت مؤخراً لتجهز على ما تبقى من وضع جيد في المعيشة لدى عدد غير محدود من الأسر لتصبح في وضع متدهور، أما الأسر الفقيرة قبل الحرب فقد أصبحت في وضع مأساوي لا تحسد عليه".
ودعت مؤسسة اليتيم التنموية اليمنية، المجتمع وهيئات الإغاثة والمنظمات الدولية ورجال الخير ووسائل الإعلام والجهات المانحة إلى "ضرورة تكثيف الجهود واستهداف شريحة الأيتام بشكل مباشر، ومنحها الأولوية في برامج الإغاثة والتنمية باعتبارها أكثر شرائح المجتمع تأثراً بالأحداث الراهنة، وأقلها قدرة على تخطي هذا الوضع في ظل بؤس العيش ووجع المكان، فلا مؤشرات تنبئ بانفراجة إنسانية في القريب العاجل"، وفقاً لما جاء في بيانها.