يحلقون رؤوسهم تضامناً مع الأسرى... ويضربون عن الطعام

30 ابريل 2017
فعالية تضامنية مع الأسرى ومطالبهم (العربي الجديد)
+ الخط -



أمام خيمة الاعتصام الدائمة المقامة وسط مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، حلق العشرات من الفلسطينيين شباباً ومسنين، اليوم الأحد، رؤوسهم، ضمن فعالية نفذتها نقابة أصحاب صالونات التجميل برام الله، تضامناً مع الأسرى المضربين عن الطعام الذين أنهوا اليوم أسبوعهم الثاني، من أجل تحقيق مطالبهم.

ياسين عساف، والد الشهيد عيسى عساف، من مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة، لبس الرداء الأحمر المخصص للحلاقة وبدأ الحلاق يحلق شعره كاملاً، ويستذكر مع "العربي الجديد" حلاقة شعره وهو في السجن حينما كان معتقلاً لدى قوات الاحتلال عام 1989، ويقول: "يجب أن نتضامن مع الأسرى جميعاً، أنا اليوم مضرب ليوم واحد عن الطعام تضامناً مع الأسرى المضربين".

ويحلق الشاب أنس البحلوز، من مدينة بيتونيا غرب رام الله، شعره، مختاراً لا مكرهاً. وعلى أصوات ماكينات الحلاقة والسيارات والمارة وأصوات مكبرات الصوت التي تصدح بالأغاني الوطنية، يقول لـ"العربي الجديد": "كل ما نفعله رسالة للتضامن، ما قيمة الشعر أمام تضحيات الأسرى".

رئيس نقابة أصحاب صالونات الحلاقة والتجميل في رام الله، مؤيد عياد، يوضح لـ"العربي الجديد"، أن "هذه الفعالية خطوة رمزية ورسالة للأسرى بأننا معهم حتى النهاية، ونأمل أن تمتد هذه الفكرة إلى بقية المحافظات الفلسطينية"، لافتاً إلى أن عدداً من الحلاقين تطوعوا اليوم للحلاقة لمن يرغب في التضامن مع الأسرى حتى ساعات العصر.

عياد هو أسير محرر أمضى شهوراً عدة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي في الانتفاضة الفلسطينية الأولى، دعا العالم إلى التضامن مع الأسرى لأنهم ضحوا بأنفسهم من أجل مطالب إنسانية حياتية.

ويحلق الأسرى رؤوسهم قبيل بدء الإضراب المفتوح عن الطعام لسببين؛ أحدهما صحي، كي لا تتغذى بصيلات الشعر من الجسم ومنع انتشار الأمراض نتيجة عدم الاستحمام، والثاني رمزي يؤكد استمرار الأسير في إضرابه ولو طال.

متضامنون برام الله مع الأسرى المضربين عن الطعام(العربي الجديد) 





الأسير المحرر فخري البرغوثي الذي أمضى أكثر من 25 عاماً داخل سجون الاحتلال، وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار قبل ست سنوات، يواصل إضرابه التضامني عن الطعام، ولا يتناول سوى الماء. يوضح لـ"العربي الجديد" أنه في عام 1980 حلق نحو 80 أسيراً في سجن السبع رؤوسهم للتحدي، ما فاجأ إدارة السجن حينها، ولم يكن الأسرى يعرفون أن لهذه الحلاقة فوائد صحية، ثم انتشرت هذه التجربة قبل كل إضراب عن الطعام.

وما كادت فعالية حلاقة الشعر التضامنية مع الأسرى أن تنتهي حتى جاء أهالي الشهداء والأسرى بمسيرة تضامنية مع الأسرى المضربين، إلى خيمة التضامن، وأعلنوا إضرابهم الجزئي عن الطعام حتى ساعات المساء، وأن يفطروا إفطاراً تقشفياً هناك، حتى يشعروا بما يعانيه الأسرى، وفق ما أشار محمد عليان، والد الشهيد بهاء عليان لـ"العربي الجديد"، وهو الذي عانى من احتجاز جثمان ابنه بهاء نحو عام في ثلاجات الاحتلال.

مسيرة لأهالي الأسرى تضامناً مع مطالب المعتقلين (العربي الجديد) 



كما أعلن لقمان أبو قرع، عمّ الشهيد معن أبو قرع من بلدة المزرعة الغربية، إضرابه عن الطعام اليوم. ويقول لـ"العربي الجديد"، "الأسرى ضحوا لأجلنا، هم شعروا بنا ويجب أن نشعر بهم".

أهالي الشهداء حملوا صور أبنائهم الشهداء المحتجزة جثامينهم منذ أشهر عدة ومنهم الشهيد عبد الحميد أبو سرور المحتجز جثمانه منذ أكثر من عام، علاوة على الشهداء: محمد الفقيه، وإبراهيم مطر، وفادي قنبر، ومحمد طرايرة، ومصباح أبو صبيح، ورامي عورتاني.

وتوضح نعيمة منصور، والدة الأسيرين المضربين شرار وبلال منصور من بلدة بلعين غرب رام الله لـ"العربي الجديد"، أنها دائما تشارك في الفعاليات، وتعود متأخرة، ولا تجد للطعام أهمية.

مسنون وشبان شاركوا في الفعالية التضامنية (العربي الجديد) 



وقال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، أمين شومان لـ"العربي الجديد"، إن "الفعاليات التضامنية مع الأسرى المضربين تتنوع بمضمونها، ويظهر الشعب الفلسطيني إبداعاته في التضامن، حيث توجد سلسلة فعاليات متنوعة اليوم وفي الأيام المقبلة، من أجل إشراك كل قطاعات شعبنا في الفعاليات التضامنية التي يحتاجها الأسرى في مساندتهم".

بينما شدد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي في حديث لـ"العربي الجديد"، على أنه آن الأوان للانتصار للأسرى المضربين والاستجابة لمطالبهم، إذ إن ما نشهده من فعاليات تضامنية شعبية وعالمية لها دور كبير في تحقيق أهداف الأسرى بالانتصار في إضرابهم، ولكن ينبغي كذلك عدم التشكيك والانجرار وراء الشائعات.