أطفال غزة يحيون يوم التراث وسط أجواء من الأصالة

20 ابريل 2017
برامج ثقافية وترفيهية (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يتراقص الطفل محمد جرادة ممسكاً بيد الطفلة حَلا قحمان 6 سنوات، على صوت الأغاني الفلسطينية الأصيلة، وسط أجواء امتزجت فيها عراقة التراث الفلسطيني، بمرح الأطفال وبراءتهم، وهم يحيون يوم التراث العالمي، في مركز القطان للطفل، وسط مدينة غزة، اليوم الخميس.

الفرحة بدت واضحة على ملامح الطفلين، وإلى جانبهما العشرات من الأطفال، الذين شاركوا في عدد من الأنشطة التراثية التي قدّمها المركز خلال مهرجان الروزانا التراثي، والذي يأتي إحياءً للذكرى، عُرضت فيها الأكلات الشعبية الفلسطينية، واللوحات الفنية، إلى جانب الأغاني التراثية التي قدمتها سيدات يرتدين الزي الفلاحي والتراثي الفلسطيني.

وتفاعل الأطفال مع عدد من العروض التراثية الفنية التي تم تقديمها على خشبة مسرح المركز، والتي احتوت على عرض مسرحي يحاكي التراث الفلسطيني، وفقرة "الحكواتي" التي عرضت خلالها مراحل متعددة من التاريخ الفلسطيني، إلى جانب عرض الأزياء التراثي الذي قدمه عدد من الأطفال، على أنغام أغان تراثية تفاعل معها الجمهور.

"قليل من الأرض يكفي.. لكي نلتقي ويحل السلام"، عبارة للشاعر الفلسطيني محمود درويش، وضعت على صورة أرض فلسطينية، وإلى جانبها جلست سيدات يرتدين الزي الفلسطيني ويصنعن أكلات المفتول، وخبز الصاج الشعبي، وفتاة تنقش الحناء للأطفال.


الفرح بدا واضحاً على ملامح الصديقتين شهد شمالي 12 عاماً من مدرسة الفارابي، وميس المصري 12 عاماً من مدرسة الرمال، واللتين أوضحتا لـ"العربي الجديد" أنهما سعيدتين بالزوايا التي تم تقديمها، خاصة زاوية العُرس الفلسطيني، التي تظهر مدى جمال التراث الفلسطيني، وتؤكد ضرورة التمسك به، والحفاظ عليه.

التمسك بالتراث الفلسطيني (عبد الحكيم أبو رياش)


وتقول مُدرّسة رياض الأطفال، فداء خليف، من روضة أنديرا غاندي، من بيت لاهيا شمال قطاع غزة، إنها شاركت برفقة مجموعة من الأطفال لتقديم عروض "صندوق العرس" والدبكة الشعبية، لافتة إلى أن إشراك الأطفال في الأنشطة التراثية يعزز من فهمهم له، وتضيف: "خلال التدريبات كان الأطفال سعداء للغاية، وقد ظهر حبهم للزي التراثي".

عرض خبز الصاج الفلسطيني (عبد الحكيم أبو رياش)


أما مديرة البرامج الثقافية والأنشطة في مركز القطان للطفل، هيام الحايك، فتوضح أن الأنشطة تأتي تتويجاً لبرنامج "تراث بلادي" الذي يتم تنفيذه، للعام الرابع على التوالي، ويشمل عددا من الزوايا التراثية، لافتة إلى أن المركز استضاف سيدات كبيرات في السن، يلبسن الزي التراثي.

لوحات فنية متكاملة في الاحتفال (عبد الحكيم أبو رياش)


أما في ما يتعلق بخطوة دمج السيدات في الأنشطة التراثية، فتشير الحايك إلى أنها جاءت لرسم لوحة متكاملة، تظهر الأجيال المختلفة، وقد أجمعت على حب التراث، مضيفةً "تراثنا غني جداً، نبحث عنه ونعرضه، لأن الشعب الذي لا يعرف تراثه وحضارته، لا يمكنه أن يتعرف على الغد".

أهمية دمج وإشراك الأطفال (عبد الحكيم أبو رياش)


بدورها؛ تشير منسقة العلاقات العامة في المركز، لانا مطر، إلى أن مهرجان الروزانا الثالث، جاء هذه المرة بأجواء تفاعلية للتركيز على أهمية التراث، وأهمية دمج وإشراك الأطفال فيه، من أجل مساعدتهم في التعرف عليه، لافتةً إلى أن مثل هذه الأنشطة تساهم في حماية التراث، والحفاظ عليه.

دلالات