قنابل عنقودية غير منفجرة تهدد المدنيين في الأرياف السورية

17 ابريل 2017
القنابل غرزت في التربة ولم تنفجر (إبراهيم حتيب/الأناضول)
+ الخط -
يعاني أهالي المدن والبلدات التي تتعرض للقصف المستمر في أرياف حلب وإدلب وحماة من خطر إضافي، وهو القنابل العنقودية غير المنفجرة، والتي تهدد حياة المدنيين عموماً، والمزارعين على وجه الخصوص، إذ يحجم عدد كبير منهم عن العمل في أراضيهم، ما يؤثر على إنتاج المنطقة الزراعي.

ويقول عمر، أحد أهالي مدينة سراقب: "يوميا هناك عشرات الغارات العشوائية، والتي تستهدف محيط المدن أو الأراضي الزراعية أو الطرق العامة، صحيح أن معظمها لا يخلف قتلى في لحظتها، لكن خطرها يبقى موجوداً. ويكتشف الناس هذه القنابل بعد فترة، وهو ما حدث مع كثير من المزارعين في سراقب الذين تلوثت أراضيهم بالأسلحة. وخلال فصل الشتاء كانت تغوص القنابل في التربة وتصبح غير مرئية، ويصبح خطرها أكبر".

وأضاف "بداية الشتاء الماضي قُتل ابن عمي الصغير حين ذهب مع والده إلى الأرض، وانفجرت به قنبلة كانت مدفونة في التراب، منذ ذلك اليوم هجر عمي أرضه ولم يطأها، كذلك فعل غيره من المزارعين".

وتتولّى فرق الدفاع المدني في تلك المناطق مسؤولية الكشف عن أماكن هذه القنابل، وتأمينها من خلال وضع إشارات الإنذار، ثم استدعاء الفرق المختصة للتعامل معها.

ووفقاً لبيانات الدفاع المدني السوري، عزلت فرقه منذ بداية أبريل/ نيسان الجاري، وأتلفت قنابل عنقودية في كل من خان شيخون وجسر الشغور وقرية بسامس ومعرة النعمان في ريف إدلب، وكفرناها وعويجل ومحيط الأتارب في ريف حلب وتل هواش وقرى جبل شحشبو في ريف حماة.





وأشار مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب، إبراهيم أبو الليث، إلى أن "خطورة هذه القنابل تكمن في أن 60 بالمائة منها لا ينفجر عند السقوط، فتتحول إلى قنابل موقوتة، والأكثر عرضة للتأذي منها هم الأطفال والمزارعون، كونها تنتشر في الأبنية المهدمة والمناطق المهجورة والأراضي الزراعية، ووقعت إصابات كثيرة بين الأطفال الذي يلعبون في الأماكن الفارغة أو الأبنية نصف المهدمة".

أوضح مسؤول التواصل لدى الدفاع المدني السوري، مجد خلف، أن "هذا النوع من المخلفات العنقودية يظهر في كافة المناطق المحررة في المواقع التي تتعرّض للقصف أو محيطها، وهي من مخلفات صواريخ تكون محملة بالقنابل العنقودية، أو مخلفات أسلحة مجهولة المصدر".

وأضاف "تعمل فرق الدفاع المدني في كل من إدلب وحلب وحماة عقب اكتشاف هذه المواقع أو الإبلاغ عنها، على تعليم الأماكن الخطرة من خلال الإشارات التحذيرية، ثم إتلافها من قبل الفرق المدربة واسمه (UXo) لإزالة خطرها، كذلك نعمل على توثيق أماكن القصف ووجود هذه القنابل، ودراسة حالات الإصابات لدى المدنيين"، لافتا إلى أن "نشاطاً مشابهاً ينفذه الدفاع المدني في المناطق المحاصرة في حمص وريف دمشق، والتي توجد فيها مخلفات الحرب أيضاً، ويتركز عملنا على الحد من خطورتها للحفاظ على أرواح المدنيين والأمن الغذائي".

وبدأت فرق الدفاع المدني أخيراً حملات لتوعية المدنيين والأطفال وعدم الاقتراب من أماكن الخطر أو لمس هذه القنابل.

وأوضح مجد "قمنا بزيارات للمدارس ونظمنا مباريات للأطفال تتخللها معلومات عن خطر هذه القنابل، كما استخدمنا المنشورات التي توضح ماهية هذه الأجسام وأشكالها وكيفية التصرف عند الاقتراب منها، إضافة إلى عرض فيديوهات توضيحية وقصص كاملة للأطفال عن مخاطر أي جسم مشبوه".