غرق قوارب صيد تحمل فارّين من ريف الرقة السورية

10 ابريل 2017
بحيرة الفرات (تويتر)
+ الخط -

تحولت قوارب الصيد في بحيرة الفرات إلى حبل النجاة الأخير لأهالي القرى والبلدات السورية في ريف الرقة، للهرب من المعارك الدائرة بين تنظيم الدولة وقوات سورية الديمقراطية، والقصف اليومي لقوات التحالف.

ويستخدم الأهالي القوارب الصغيرة للخروج من مناطق سيطرة التنظيم غرب الفرات إلى شرقه، بحثاً عن الأمان. لكن مياه الفرات لم تكن أرحم من أطراف النزاع، إذ قضى عشرات النازحين غرقاً أثناء محاولتهم العبور، خلال الأيام الماضية.
وكان 40 شخصاً، سوريين وعراقيين، أغلبهم من النساء والأطفال، قضوا نحبهم في حادثة غرق واحدة خلال محاولتهم العبور من قرية "دبسي فرج" إلى الضفة الشرقية للفرات.

استطاعت السورية أمل، من مدينة الرقة، وهي أرملة وأم لثلاثة أطفال، عبور النهر مع أطفالها وعمهم، وتروي أمل قصتها لـ"العربي الجديد"، قائلة "كنا نعيش في الطبقة، واعتقل داعش زوجي ثم قتلوه. خوفاً من إجبار "داعش" لي على الزواج من أحدهم، فررت إلى ريف الطبقة مع أطفالي وعشنا في بيت جدهم، إلا أن الأوضاع تدهورت وباتت المعارك حولنا. قبيل أيام، قُتل جدهم في غارة جوية، وهو عجوز عمره 77 سنة، سبق القصف الهم والمرض لقتله، ولم أعد قادرة حتى أن أطعم أطفالي أو أحميهم من القصف".

وتضيف: "لم يتركوا لنا طريقا للخروج. داعش يهدد من يحاول الخروج بالقتل، والآخرون يغلقون الطرق. بعت أسورتيْ ذهب وقررنا الخروج عن طريق مهرّب قال لنا إننا سنخرج في قارب ليلي عبر البحيرة".

وتتابع: "وصلنا الساعة 11 ليلاً إلى المكان المتفق عليه، كنا تقريباً 30 شخصاً ومعنا أطفال، بالكاد اتسع لنا القارب، من أول لحظة أحسست أننا سنغرق، مشينا بضعة أمتار فأطلق قناص الرصاص باتجاهنا، وبدأ الصياح. عرفنا أن أحدهم أصيب، وصار القارب يهتز، فغير الصياد الاتجاه وعدنا إلى الضفة من جديد، بقينا ثلاثة أيام في العراء، وكان كثيرون يخرجون كل يوم تحت عين القناص، بعضهم في النهار، وهناك من مات منهم. في ليلة اليوم الثالث غامرنا، كنا سنموت في كل الأحوال، صعدنا إلى قارب صغير، ووصلنا أخيراً".

بحيرة الفرات  (فيسبوك) 



من جانبها، أكّدت حملة "الرقة تذبح بصمت" أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يقوم بحرق خيام المدنيين الهاربين من قصف الطيران، وإجبارهم على العودة إلى القرى في ريف الرقة الغربي. كما وثّقت الحملة مقتل عدد من المدنيين بنيران قناصة القوات الكردية خلال محاولتهم النزوح عبر بحيرة نهر الفرات.

وتعتبر الألغام شكلا آخر من أشكال الموت الذي يلاحق النازحين. ويروي عباس، وهو نازح من ريف الرقة وصل مؤخراً إلى مخيم المبروكة في ريف الحسكة: "كنا 10 عائلات، خرجنا باتجاه النهر من الأراضي الزراعية، لأن الطرق العامة يرصدها التنظيم. انفجر شيء بجانبنا، ووقعت امرأة على الأرض، اكتشفنا أنه لغم، كانت حية، لكن ساقها تنزف كثيراً، لفّوا ساقها وحملها الشباب وتابعنا مسيرنا، لم يكن هناك مشفى أو إسعاف. كادت حياتها تنتهي بين أيدينا، وضعوها على أول قارب يعبر النهر رغم القنص، أما نحن فانتظرنا حتى حلول الليل ولم نعرف ما حل بها".

ويضيف: "من لم يمت بالقصف يموت باللغم، لم يبق سلاح في هذا العالم لم يجربوه فينا، تركنا لهم كل شيء وخرجنا، فليتركونا هم".

صورة قديمة لبحيرة الفرات في سورية (فيسبوك)