تعويذة بصورة فتاة على قبر تثير الهلع في دمشق

24 مارس 2017
أثارت الصورة جدلا واسعا (فيسبوك)
+ الخط -
شهدت مقبرة "كفر سوسة" في العاصمة السورية دمشق حادثة غريبة، أثارت جدلاً واسعاً بين السوريين خلال الأيام الماضية، حيث طغت هذه الحادثة على الأخبار القادمة من شرق العاصمة.

وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي والنشطاء في العاصمة، صورةً التُقطت في مقبرة كفر سوسة، تُظهر قطعة لحمٍ بشري غريبة، وبداخلها صورة لفتاة شابة، كانت معلّقة على شاهدة أحد القبور.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن الصورة التقطها أحد المواطنين خلال زيارته للمقبرة وقام بنشرها مطالباً كل من يعرف الفتاة التي كانت صورتها موجودة بأن يُنبّهها، ظنّاً منه أن ما جرى هو عملية سحر أو تعويذة لقتلها، إلّا أنَّ الفتاة صاحبة الصورة لم يتم التعرّف عليها لأن الصورة كانت تُظهر جزءاً من رأسها فيما كانت بقية معالم الوجه مخبّأةً تحت قطعة اللحم، ولم يتجرّأ أحد على نزعها بسبب الخوف من أن يطاوله السحر.

ونقلت وسائل إعلام عن حارس المقبرة قوله: "لم نستطع الاقتراب منها للخوف من أن يلبس العمل من يلمسها وأن يلحق به الضرر"، مضيفاً أنه قام بتبليغ أحد الشيوخ الذين كانوا من أبناء أصحاب القبر وتوجّه إلى المكان وقام بإزالة قطعة اللحم والصورة.

وأضاف الحارس أن الشيخ أزال صورة الفتاة وقام بتمزيقها ورميها في مكانٍ بعيد، مبيّناً أن السحر يتألّف من قطعة دهنٍ وضعت بداخلها صورة للفتاة، وأُحيطت بمجموعة دبابيس، وهو من أنواع السحر المؤذي، وفق من يؤمن به.



وقالت فايزة شامية، وهي ابنة صاحب القبر الذي وجد الجسم الغريب فوقه: "علمنا بالأمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يتم التعرّف على صاحبة الصورة، ويبدو أنّه لن يتم التعرّف عليها مطلقاً بعد أن قام الشيخ بتمزيق صورتها بشكلٍ كامل".

وذكر حارس المقبرة أنّ هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، موضّحاً أنّه بعد وقوعها "أُصيب بوسواس وبدأ يراقب جميع من يدخل ويخرج ويرافقهم لمنع تكرار الأمر".


من جهته، أوضح مدير الإفتاء العام في وزارة الأوقاف، علاء الدين الزعتري، أنه يوجد نوعان من السحر "سحر اليد الخفية"، و"سحر باستخدام الجن"، مؤكّداً أن الناس يتوجهون للسحرة لتغطية الضعف لديهم، فيظنون أنهم بالذهاب لمشعوذ فقد يفرج كربهم، وهم ضعفاء الإيمان يلجأون للمشعوذين لسد عقدة النقص لديهم، بحسب ما نقلت عنه وسائل محلية.

وأضاف أن السحر باستخدام الجن موجود، والمسحور يلاحظ تغيرا في مزاجه أو سلوكه أو تغيرا في سلوك الآخرين تجاهه، لافتاً إلى أنّ الشخص الذي يُلحق الأذى بالآخرين هو أقرب للشيطان من الإنسان.

وقال أيضاً: "إذا ثبت أنّه شخص يتعامل بالسحر ويتعمّد إلحاق الأذى بالناس فيمكن للقاضي أن يصل في عقوبته لمرحلة القتل"، متابعاً أنه "يوجد نص محذِّر في دار الإفتاء من إجراء السحر، حيث تصل عقوبته بالنص الشرعي للقتل". ورغم أن الحادثة طويت صفحتها منذ تمزيق الصورة، إلّا أنها لا تزال قضية متداولة على نطاق واسع بين السوريين.