تسببت الحملة العسكرية المستمرة لقوات النظام السوري على ريف حلب الشرقي، بنزوح عشرات آلاف المدنيين السوريين جماعياً من بلدات مسكنة ودير حافر والخفسة. كما قطعت قوات النظام الطريق أمام المدنيين النازحين من هذه البلدات إلى مناطق درع الفرات، ما اضطرهم للنزوح إلى ريف الرقة التي يسيطر عليها "داعش"، ومناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية.
وقال عبد القادر، وهو ناشط إعلامي من ريف حلب، إن" النازحين الفارين من العمليات العسكرية تعرضوا لمضايقات شديدة على يد قوات سورية الديمقراطية التي طالبت الكثيرين منهم بتأمين كفيل لهم داخل مناطق سيطرتها حتى تسمح لهم بالدخول، كما احتجزت آخرين في مخيمات إجبارية بغية إرغام أبنائهم على القتال في صفوفها".
وأضاف "لا تزال مئات العائلات تبيت في الأراضي الزراعية في العراء، لا مأوى لهم ولا جهات معنية بإغاثتهم".
وقال الناشط الحقوقي، أحمد المحمد، أن "أعداد النازحين وصلت إلى 150 ألف مدني، نزحوا باتجاه منبج وريفها وإعزاز والرقة وريفها الشمالي"، مشيراً إلى أنها "تحولت إلى مناطق خالية من السكان".
ولفت إلى أن النازحين تعرضوا إلى "تدقيقات أمنية مشددة من قوات سورية الديمقراطية، في حين اعتقلت قوات النظام العشرات وسرقت الهواتف المحمولة والماشية، وهي كل ما يملكه معظم سكان هذه البلدات وهم من الفلاحين".
وقال أبو بكر، الذي نزح من إحدى قرى ريف منبج: "قوات النظام سرقت بيوتنا، لم يبق منها إلا الحجر، دخلت شاحنات كبيرة وحملت كل ممتلكات الناس، لم يتركوا صغيرة أو كبيرة، دراجات نارية وسيارات وغنماً".
وأضاف "كانت عائلات أخوالي كلها هناك، جمعوهم في المدارس وحققوا معهم، الرجال والنساء رحلوهم إلى مركز جبرين، وأخذوا الشباب للعسكرية"، متابعا "نزحت أختي بعدنا بيوم، وصلت إلينا بعد أن سرقوا منها كل شيء ذهبها والمال الذي كان معها، واعتقلوا ابنها وعمره 16 عاماً".
وأوضح "نبيت في العراء منذ خمسة أيام هنا، لا يوجد مكان نذهب إليه، ينام الرجال في العراء وتنام النساء في السيارات، ليس معنا إلا بعض الثياب واللحف".
ووجه مجلس بلدة مسكنة المحلي نداء استغاثة للأمم المتحدة وجميع الجهات الفاعلة في العالم، طالب فيه بتأمين ممرات آمنة للنازحين من مناطق سيطرة "داعش" نحو مناطق سيطرة سورية الديمقراطية، وضمان عدم اعتقال كل من ليس له صلة بـ "داعش". كما طالب بعدم إلزام الشبان النازحين بالخدمة الإلزامية التي تفرضها قوات سورية الديمقراطية، والسماح للراغبين بالمغادرة إلى الريف الشمالي ومد يد العون لهم.
وأكد المجلس في بيانه أن المليشيات المقاتلة في صفوف قوات النظام سرقت وقتلت واقتادت أهالي البلدة بالإجبار، كما قصفت قوات النظام بلدة مسكنة قصفا همجيا.