مقتل شاب مصري في مقهى عقب مباراة الكاميرون

06 فبراير 2017
الواقعة بدأت عندما انتهت المباراة (فيسبوك)
+ الخط -




لقي الشاب المصري، محمود بيومي، حتفه أمس الأحد، على يد بلطجية استأجرهم مقهى بشارع النزهة بمصر الجديدة، شرق القاهرة، لتنظيم العمل أثناء مباراة المنتخب المصري أمام نظيره الكاميروني في نهائي البطولة الأفريقية.

وأفاد شهود عيان أن الواقعة بدأت عندما انتهت المباراة، بعد أن قامت إدارة المطعم بالاستعانة بـ"بلطجية" لغلق المكان لإجبار الزبائن على دفع الحساب، وقام البلطجية بترويع متابعي المباراة، مشددين على عدم مغادرة المكان إلا بعد الدفع، فنشبت مشادة كلامية بين المجني عليه ومدير المطعم، انتهت بطعنه من قبل أحد البلطجية، ما أحدث إصابة بالغة في الرئة وأسفل البطن، نقل في إثرها إلى المستشفى حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.

وتوافقت الرواية الأمنية، مع رواية شهود العيان، حيث أكد مصدر بمديرية أمن القاهرة، أن قسم شرطة مصر الجديدة تلقى بلاغًا بوقوع مشاجرة داخل أحد المقاهي أسفرت عن مقتل طالب يدعى محمود بيومي، كان برفقة خطيبته، وعقب انتهاء المباراة بخسارة المنتخب المصري، أغلق العمال الأبواب ورفضوا خروج الزبائن قبل دفع الحساب.

وشهدت مصر في الفترة الأخيرة، ازدهار ظاهرة الحراس الشخصيين "البودي غارد"، بسبب الانفلات الأمني، ويوجد في مصر نحو 50 شركة حراسة خاصة تعمل في قطاع الأمن من أصل 200 شركة حاصلة على ترخيص بالعمل في هذا المجال، وقامت بجذب عدد من أصحاب المهارات القتالية، خصوصًا في استخدام السلاح، للعمل لديها لتلبية احتياجات زبائنها.
ويصل سعر الإيجار اليومي لـ"البودي جارد" إلى 500 جنيه للمصريين، ويرتفع هذا الأجر إلى 300 دولار للعرب والأجانب الذين يتكفلون بمأكلهم ومشربهم، كما يوفرون لهم سيارات لتتبعهم إلى أي مكان يذهبون إليه.

وسبق لنظام الرئيس المخلوع، حسني مبارك، الاستعانة بالبلطجية والبودي غاردات، خلال الانتخابات المختلفة، ومن أشهرهم صبري نخنوخ، مورد البلطجية إلى ميدان التحرير خلال أحداث ثورة يناير 2011.

وقد منح النظام المصري "البلطجي" قرارا جعله فوق القانون في عام 2006، عندما تم الطعن على دستورية قانون البلطجة، مما أدى إلى بطلان 4500 حكم قضائي ضد البلطجية، وتفاقمت الظاهرة بوجود 10 ملايين قضية منظورة أمام القضاء.

وأدت هذه الخطوة إلى ظهور مكاتب تحت مسمى شركات تصدير واستيراد، لتأجير البلطجية بمناطق عديدة، خاصة في العاصمة، ولجوء رجال الأعمال إلى البلطجية لتحصيل مستحقاتهم لدى شركات ورجال أعمال آخرين، ويقدر البعض عدد البلطجية في مصر بنحو 450 ألف شخص.

وتضم القاهرة مناطق عديدة للبلطجية، أهمها "عزبة أم القرن" التابعة لمنطقة أحمد حلمي، حيث يوجد فيها عشرات الآلاف من البلطجية ومسجلي الخطر، وعزبة "الهجانة" ومنطقة "الجيشة" بالمقطم، والتي يوجد بها العديد من الهاربين من أحكام قضائية، وتجار المخدرات والسلاح، ومنطقة "وادي حوف" بحلوان، فضلاً عن مناطق الدويقة ومدينة السلام والدرب الأحمر وبولاق أبوالعلا، ومناطق دربالة والعوايد وأبوسليمان بالإسكندرية، بحسب تقرير لمجلة " أكتوبر" المصرية.