الجزائر: حوادث السير تحصد 60 قتيلاً في الأسبوع

19 فبراير 2017
كثرة الحوادث تستوجب البحث عن حلول (فيسبوك)
+ الخط -

"من لم يمت خلال سنوات الدم والدموع وفترة الإرهاب العصيبة مات بالحديد"، جملة يرددها الجزائريون كثيرا، هذه الأيام، مع ازدياد حوادث السير في شتى المناطق. إذ سجلت مصالح السير في الجزائر وقوع 60 قتيلا بحوادث المرور أسبوعيا، وهو عدد مخيف يطرح التساؤل عن أسباب الحوادث وكيفية تجنّبها.


في السنوات الأخيرة، زادت أعداد السيارات لدى الأفراد والعائلات، حتى إن بعض الأسر تقتني أكثر من سيارة. كما يعمد الشباب إلى شراء سيارات بالأقساط، ما يعتبره بعضهم أنه أحد أسباب كثرة الحوادث. ويرى نور الدين قابة، صاحب مؤسسة لتعليم السياقة في العاصمة الجزائرية، أن "تهوّر الشباب والتسرع في امتلاك رخصة القيادة بدون التدريب الكافي، يدفع بهم إلى ارتكاب حماقات السير"، وفق تصريحه لـ"العربي الجديد".


ويشترط القانون الجزائري إجراء المراقبة التقنية سنويا للمركبات.

ويذكر أحد أصحاب سيارات الأجرة أن صاحب التاكسي يلجأ دوما إلى مراقبة مركبته، في حين أن المواطن العادي لا يهتم غالبا، أو لا يكترث للمخاطر الناجمة عن قِدم قطعة غيار أو أعطالها أو للخلل في المركبة.


أما أحمد، وهو ميكانيكي يمارس المهنة منذ أزيد من ثلاثة عقود، يوضح لـ"العربي الجديد"، أن الجزائري لا يولي اهتماما بوسيلة النقل التي يسوقها ويستعملها يوميا، ولا يتابع صيانة مختلف قطع الغيار فيها إلا عندما تتوقف عن السير بسبب الأعطال، أو في حال وقوع حادث سير يلحق أضرارا بالمركبة.


وصرح رئيس الحكومة الأسبق، أحمد بن بيتور، في رده على سؤال أحد الصحافيين بخصوص حوادث السير في الجزائر قائلا: "إن الأسباب مرتبطة بفعل إنساني، أي قائد المركبة، أو بفعل المركبة وحالتها السيئة أو المميتة، أو بفعل الطريق غير الملائم لمرور السيارات". لكنه شدد على الثالثة كثيرا وقال: "إن الطرقات المهترئة في الجزائر من الأسباب الرئيسة لتضرر المركبات، وتنقص من عمر السيارات الافتراضي".


أسباب بشرية وأخرى تقنية تؤدي إلى الحوادث (فيسبوك) 



وتتسبب بعض الطرقات، خصوصا على التقاطعات بين الولايات الكبرى في الجزائر، في حوادث سير مميتة، التي باتت تُعرف في الشارع الجزائري بالمسارات القاتلة، لكثرة الحوادث التي تقع عليها، خصوصا في فصل الشتاء. هي مسارات يتجنبها كثيرون ويتخوفون من اجتيازها، أو يتوخون الحيطة والحذر أثناء السياقة والعبور منها.


وسجل المركز الجزائري للوقاية والأمن عبر الطرق وفاة 3992 شخصا بحوادث سير خلال 2016 المنصرم. وسجل 28856 حادث سير في مختلف المناطق الجزائرية، في حين سجلت ولاية الجلفة العدد الأكبر من الحوادث التي راح ضحيتها 149 قتيلا، وسجلت العاصمة 1750 حادث سير.


لذلك نفّذ المركز نشاطات وفعاليات من أجل توعية المواطنين، خصوصا الشباب، بحوادث السير، وطرق تجنبها وتفادي بعض الأخطاء التي يقعون فيها أثناء السياقة.