حين سمحت رينا لابنها الصغير بالجلوس على التراب، دُهِشَت جارتها المسنّة وسألتها: "كيف تتركينه يلعب بالوحل؟ ملابسه النظيفة سوف تتّسخ وكذلك سوف يحتاج هو إلى الاستحمام". وتخبر رينا المقيمة في لندن "العربي الجديد" أنّها ابتسمت لجارتها وأجابتها: "سئمت من حصره في المنزل، وهو يفتقر إلى الاستمتاع بالحياة الذي عهدناه نحن في طفولتنا. حينها كنّا نجوب الشوارع ونركض في البراري ونأكل حشائش غريبة التسميات". وتتابع أنّ "أبناء جيلي لم يمرضوا ولم يقصدوا عيادات الأطباء بكثرة كما هي الحال اليوم مع الجيل الجديد. كذلك لم نكن نتناول المضادات الحيوية الشائعة هذه الأيام، كلّما أصبنا بإنفلونزا مثلاً. علاجنا كان كوباً من الليمون أو حساءً ساخناً، وأحياناً كمادات من المياه الباردة عند ارتفاع الحرارة، وما إلى ذلك من طرق تعلّمته أمّهاتنا من جدّاتنا".
يشير علماء إلى أنّ البكتيريا الموجودة في التراب تقلّل من الاكتئاب والتوتر، بحسب ما يذكر خبراء. لكنّ مؤلّف كتاب "التراب مفيد" جاك غيلبيرت ينصح بتحصين الأطفال باللقاحات اللازمة قبل السماح لهم باللعب بالتراب، إذ يحتوي على البكتيريا التي تسبب الكزاز (تيتانوس). ويؤكّد أنّ اللقاحات من شأنها حماية الأطفال، كذلك فإنّ التعرّض إلى مزيد من البكتيريا من الممكن أن يكون مفيداً لنظام المناعة لديه.
تؤكّد بحوث عدّة، أحدها أعدّه خبراء في جامعة نورث وسترن الأميركية، أنّه كلّما تعرّض الأشخاص إلى نسب أقلّ من البكتيريا خلال مرحلة الطفولة، صاروا أكثر حساسية بكثير وعرضة للإصابة بالتهابات عند بلوغهم. ويعني ذلك أنّ نظام المناعة لدى الأطفال يصير أقوى في وقت لاحق من الحياة، عند تعرّضهم لمزيد من البكتيريا، كذلك يصيرون أقوى نفسياً.
من جهته، يقول الطبيب مايكل أونغار، المتخصص في طب العائلة والباحث في جامعة دالهاوزي في كندا، إنّه "لو فكّرنا في منح هذا النوع من التحصين الوقائي لأطفالنا عبر السماح لهم بأن يتّسخوا، أو حتى بأن يأكلوا التراب، فإنّ ذلك قد يساهم في تعزيز مقاومتهم للإجهاد والأمراض على المدى الطويل". يضيف أنّ "هوس النظافة الذي يحدث اليوم والاستخدام الزائد عن اللزوم للمناديل الصحية، خصوصاً من قبل الأهالي الذين يهتمون بطريقة مبالغ فيها بنظافة أطفالهم، أمر مثير للشفقة. فعلماء الأحياء يحذّرون من ذلك إذ إنّه يجعل أطفالنا أكثر عرضة للأمراض". إلى ذلك، يميل أونغار إلى الاعتقاد بأنّ "الأطفال الذين يجلسون في الطبيعة بما فيه الكفاية أقلّ عرضة للمشاكل السلوكية. ويعود ذلك ربّما إلى أنّ القواعد المفروضة عليهم من قبل الأهل قليلة، في مقابل تلك التي يفرضها آخرون لا يدعون أطفالهم وشأنهم كي يرتكبوا الأخطاء ويعملوا على حلّها بأنفسهم".
اقــرأ أيضاً
يشير علماء إلى أنّ البكتيريا الموجودة في التراب تقلّل من الاكتئاب والتوتر، بحسب ما يذكر خبراء. لكنّ مؤلّف كتاب "التراب مفيد" جاك غيلبيرت ينصح بتحصين الأطفال باللقاحات اللازمة قبل السماح لهم باللعب بالتراب، إذ يحتوي على البكتيريا التي تسبب الكزاز (تيتانوس). ويؤكّد أنّ اللقاحات من شأنها حماية الأطفال، كذلك فإنّ التعرّض إلى مزيد من البكتيريا من الممكن أن يكون مفيداً لنظام المناعة لديه.
تؤكّد بحوث عدّة، أحدها أعدّه خبراء في جامعة نورث وسترن الأميركية، أنّه كلّما تعرّض الأشخاص إلى نسب أقلّ من البكتيريا خلال مرحلة الطفولة، صاروا أكثر حساسية بكثير وعرضة للإصابة بالتهابات عند بلوغهم. ويعني ذلك أنّ نظام المناعة لدى الأطفال يصير أقوى في وقت لاحق من الحياة، عند تعرّضهم لمزيد من البكتيريا، كذلك يصيرون أقوى نفسياً.
من جهته، يقول الطبيب مايكل أونغار، المتخصص في طب العائلة والباحث في جامعة دالهاوزي في كندا، إنّه "لو فكّرنا في منح هذا النوع من التحصين الوقائي لأطفالنا عبر السماح لهم بأن يتّسخوا، أو حتى بأن يأكلوا التراب، فإنّ ذلك قد يساهم في تعزيز مقاومتهم للإجهاد والأمراض على المدى الطويل". يضيف أنّ "هوس النظافة الذي يحدث اليوم والاستخدام الزائد عن اللزوم للمناديل الصحية، خصوصاً من قبل الأهالي الذين يهتمون بطريقة مبالغ فيها بنظافة أطفالهم، أمر مثير للشفقة. فعلماء الأحياء يحذّرون من ذلك إذ إنّه يجعل أطفالنا أكثر عرضة للأمراض". إلى ذلك، يميل أونغار إلى الاعتقاد بأنّ "الأطفال الذين يجلسون في الطبيعة بما فيه الكفاية أقلّ عرضة للمشاكل السلوكية. ويعود ذلك ربّما إلى أنّ القواعد المفروضة عليهم من قبل الأهل قليلة، في مقابل تلك التي يفرضها آخرون لا يدعون أطفالهم وشأنهم كي يرتكبوا الأخطاء ويعملوا على حلّها بأنفسهم".