نصف مليون طفل بريطاني يذهبون إلى المدارس جائعين

29 نوفمبر 2017
سوء التغذية يعيق التركيز لدى الأطفال (Getty)
+ الخط -
قالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، اليوم الأربعاء، إن 500 ألف طفل بريطاني يذهبون يوميا إلى المدارس وهم جائعون، في حين قدرت الأمم المتحدة أعداد الصغار الذين ينامون جوعى بنحو 870 ألف طفل.

وذكرت الصحيفة أن مشروع فيليكس الخيري البريطاني يسعى من خلال حملة تبرعات تدعمه إلى توفير ما يقارب مليون وجبة غذاء للأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة بمعدة فارغة يوميا.

ونقلت الصحيفة عن الطفلة إيما، البالغة من العمر ثماني سنوات، قولها إنها غالبا ما تشعر بالتعب الشديد وصعوبة في التركيز على الدراسة، إذ يضطر والداها عندما يشعران بالضيق المادي إلى إرسال ابنتهما إلى المدرسة بمعدة فارغة دون وجبة الإفطار. وفي المساء، تأكل طبق المعكرونة المسلوقة، أو وجبات الغذاء الرخيصة التي يمكن للوالدين تحمل كلفتها.

ونبهت "إندبندنت" إلى معطيات للأمم المتحدة تفيد بأن ثمانية ملايين شخص في بريطانيا، سادس أكبر اقتصاد في العالم، يعيشون في فقر غذائي، وأن 870 ألف طفل في إنكلترا قد يذهبون إلى الفراش جوعى كل ليلة، لأن آباءهم غير قادرين على توفير الوجبات التي يحتاجونها.


الطعام ليس المشكلة الوحيدة

وترى "إندبندنت" أن توفير الأكل ليس المشكلة الوحيدة، بل إن الطعام المغذي صار بعيداً عن متناول آلاف الأسر، ما ستكون له تداعيات على آلاف الأطفال البريطانيين مستقبلا.

ووصف الدكتور جورج غريمبل، وهو عالم طب في كلية لندن الجامعية، الوضع بأنه "كارثي" ويؤدي إلى سوء التغذية لدى الأطفال والبدانة والهزال المحتمل.

وأضاف: "عندما يكون الناس في حالة فقر، يضطرون إلى شراء أرخص الأطعمة، ويتناولون الطعام الذي يفتقر إلى المغذيات. وفقر الغذاء في المجتمع يتداخل إلى حد كبير مع سوء التغذية والأمراض".



ويعتقد أكثر من 60 في المائة من أطباء الأطفال أن انعدام الأمن الغذائي ساهم في سوء الأوضاع الصحية بين الأطفال الذين يعالجونهم، وفقا لدراسة استقصائية أجرتها عام 2017 الكلية الملكية لأطباء الأطفال وصحة الطفل.

 


هدر الطعام

إحصائيات الجوع "مروعة" في أوروبا، وتزيد فداحتها عند الإشارة إلى إهدار 100 مليون طن من المواد الغذائية كل عام في جميع أنحاء القارة.

وأهدرت أكثر من 400 مليون وجبة طعام صالحة للأكل في مكبات النفايات في عام 2016، والتي كان من الممكن إعادة توزيعها لإطعام الناس الجياع في جميع أنحاء بريطانيا، وفقا لما ذكرته الهيئة الاستشارية للنفايات الحكومية "وراب".

 

أغذية تزرع ولا تؤكل

قالت المديرة التنفيذية للمنظمة البيئية "فيدباك"، كارينا ميلستون، إن "ثلث الأغذية التي تزرع عالمياً لا تؤكل أبدا".

وتضيف مديرة المنظمة التي تنظم حملات لإنهاء النفايات الغذائية: "بينما تكافح العديد من الأسر لإيجاد طعام على موائدها، فإن محلات السوبرماركت ومصنعي المواد الغذائية والمستهلكين في جميع أنحاء البلاد يهدرون 10 ملايين طن من المواد الغذائية سنوياً، معظمها لا تزال صالحة للأكل تماما".



وتشير إلى أن بعض المتاجر الكبرى في أنحاء بريطانيا رفعت مستوى التحدي. فعلى سبيل المثال، أعادت متاجر "تيسكو" في العام الماضي توزيع كامل فائضها من الأغذية على الأعمال الخيرية.

ونبهت ميلستون إلى أن "من بين كل خمسة أكياس من البقالة نحملها إلى المنزل، ومعظمها من محلات السوبرماركت، هناك سعة كيس واحد منها يهدر، ما يعني أن الأسرة وأطفالها يهدرون سنوياً نحو 700 جنيه إسترليني في السنة على أطعمة لا يأكلونها، وهو مبلغ كبير لا يمكن تحمله".

وتابعت: "عند رمينا الطعام لا نؤذي محافظنا فقط، وإنما نؤذي كوكبنا أيضاً. ثلث الأغذية التي تزرع على الصعيد العالمي لا تؤكل أبدا، ما يمثل إهدارا للأراضي والمياه والموارد وما يتبع ذلك من أبعاد مذهلة الخطورة".

وأكدت أن "المخلفات الغذائية هي أيضا مأساة بيئية بقدر ما هي غضب اجتماعي، ولكن على الجانب الآخر، يمكننا جميعا اتخاذ إجراءات لمحاربتها".

 

مشروع فيليكس الخيري

تعمل مؤسسة "فيليكس" الخيرية منذ عام 2016 على إعادة توزيع الفائض من المنتجات التي تجمعها من أكثر من 90 من تجار التجزئة للمواد الغذائية، إلى 100 جمعية خيرية في الخطوط الأمامية التي تحتاج إليها أكثر من غيرها. ويتوقع مشروع فيليكس توزيع مليون وجبة في فترة الميلاد هذا العام.

وتنوي "إندبندنت" من خلال ندائها، إلى توجيه جميع الأموال التي تجمعها لتوفير الغذاء الطازج والمغذي للأطفال الجوعى في المدارس الابتدائية.

وقال الرئيسة التنفيذية لمشروع فيليكس، هيلاري كروفت: "أردنا أن يكون للحملة تأثير مباشر على الأطفال، ونحن نعرف عواقب الجوع على الصغار. إنهم يخسرون تركيزهم على التعلم يومياً، إنها مجرد إمكانات ضائعة ضخمة".


(العربي الجديد)



المساهمون