مقتل أكثر من 24 ألف امرأة سورية منذ مارس 2011

25 نوفمبر 2017
لم يتمتعن بأي شكل من أشكال الحماية (Getty/ الأناضول)
+ الخط -

وثّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، مقتل 24746 أنثى في سورية، منذ بدء النزاع في مارس/آذار 2011، حتى نوفمبر/تشرين الثاني من العام الجاري.

وسجلت الشبكة الحقوقية في تقرير بعنوان "المرأة السورية.. نصف المجتمع المحطم"، أصدرته اليوم السبت، بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة، أبرز الانتهاكات بحق الإناث السوريات من الجهات الرئيسية الفاعلة في النزاع السوري، منذ 2011.

وأكد التقرير أن الانتهاكات الفظيعة التي ارتكبت في حق النساء والفتيات في سورية بلغت حد جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، وعلى الرغم من ذلك فلم يتمتعن بأي شكل من أشكال الحماية الدولية، وفشل مجلس الأمن في دوره في توفير الأمن والسلم لهن، وفشلت جميع جولات المفاوضات في الكشف عن مصير مفقودة واحدة منهن.

وقال مدير الشبكة، فضل عبد الغني: "في كثير من الأحيان تعرضت المرأة والطفلة السورية لعدة أصناف من الانتهاكات، وعلى نحو متراكم، كثير منها لم يتم علاجه، ولم تحظ بما تستحقه من اهتمام ورعاية على مختلف المستويات السياسية، والإعلامية، والاجتماعية، والأممية"،  ودعا الدول المصادقة على اتفاقية سيداو إلى مساعدة المرأة السورية، والوقوف أمام مرتكبي الانتهاكات بحقها، في ظل عجز مجلس الأمن عن حمايتها". 

ووثق التقرير مقتل ما لا يقل عن 24746 أنثى على يد أطراف النزاع في سورية منذ مارس/ آذار 2011 إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، يتوزعن إلى 13 ألفاً و344 أنثى بالغة، و11 ألفاً و402 طفلة، مشيراً إلى مسؤولية النظام السوري عن 84.53 بالمائة من حصيلة الضحايا الإناث، مقارنة مع بقية أطراف النِّزاع، إذ قُتلت 20 ألفاً و919 أنثى، منهن 310 قضينَ خنقاً بسبب قرابة 207 هجمات بالأسلحة الكيميائية.

وقالت الناشطة في حقوق المرأة، سهى العلي، من ريف إدلب لـ"العربي الجديد" إن، "المرأة السورية كانت إلى جانب الرجل، تسانده في ثورته ضد ظلم قوات النظام والتنظيمات المتشددة الأخرى، وهذا أدى إلى تعرضها للقتل والاعتقال، ولأصناف متنوعة من التعذيب".

وأضافت أنّ، "النظام السوري على وجه الخصوص، يعلم ما للمرأة السورية من خصوصية وقدسية، فحاول الضغط على بعضهن بخطفهن وتعذيبهن وسجنهن، وتعنيفهن جنسياً في بعض الأحيان".

كما أشارت إلى أنّ، "ذلك لم يثن المرأة السورية عن هدفها، بل شجعها على المضي قدماً، فثارت أيضاً في وجه انتهاكات المليشيات "الكردية" وتنظيم "داعش"، والفصائل المتشددة الأخرى".

وحسب التقرير، فقد قتلت القوات الروسية ما لا يقل عن 988 أنثى، أما مسلحو تنظيم "ب ي د" الإرهابي فقد قتلوا 136 أنثى"، فيما قتل تنظيم "داعش" الإرهابي، نحو 573 أنثى، وقُتلت ما لا يقل عن 74 أنثى على يد هيئة تحرير الشام.

أما فصائل في المعارضة المسلحة، فقد تسبب في مقتل 889 أنثى، بينما قتلت قوات التحالف الدولي ما لا يقل عن 611 أنثى، وأورد التقرير إحصائية تُشير إلى مقتل 556 أنثى على يد جهات أخرى فاعلة في سورية، لكنه لم يذكرها.

ورصد التقرير ما لا يقل عن 6 آلاف و736 أنثى، لا يزلنَ قيدَ الاعتقال التَّعسفي، أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز الرسمية وغير الرسمية، التابعة للنظام السوري. ولفت إلى أن ما لا يقل عن 41 سيدة منهن قتلن بسبب التعذيب في مراكز الاحتجاز.

وأشار التقرير إلى أنَّ ما لا يقل عن 257 أنثى، لا يزلنَ قيد الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لـ"ب ي د" الإرهابي، قتلت منهن سيدتان بسبب التعذيب وإهمال الرعاية الصحية. في حين اعتقل تنظيم "داعش" ما لا يقل عن 337 أنثى، قتلت منهن 13 بسبب التعذيب.

وسجل التقرير ما لا يقل عن 65 أنثى ما زلنَ قيد الاعتقال والاختفاء القسري في مراكز الاحتجاز التابعة لهيئة تحرير الشام، أما فصائل المعارضة المسلحة فقد اعتقلت 894 أنثى.

وأوصى التقرير النظام السوري برفع تحفظاته عن اتفاقية سيداو، والتوقف الفوري عن عمليات القتل المتعمد والتعذيب والاعتقال التي ينفذها في حق المرأة السورية، داعياً إلى اتخاذ خطوات لحماية المرأة والمجتمع السوري، وكذا الضغط على النظام السوري لزيارة مراقبين دوليين بمن فيهم لجنة التحقيق الدولية المستقلة لمراكز احتجاز النساء، دون قيد أو شرط.


  

المساهمون