تعد"الراشي" بغداديا أو "الطحنية" في شمال العراق وجبة الشتاء التقليدية القديمة التي يرتبط ذكرها بمنازل الأهالي القديمة والطقس البارد، وتقبل الطبقتان الفقيرة والوسطى بالبلاد على هذه الوجبة المكونة من خلاصة زيت السمسم نظراً لسعرها الزهيد وفوائدها الصحية الكبيرة، ويطلق عليها"وجبة الفقراء" أو "فاكهة الشتاء".
وفي السياق يقول جوليان الموصلي (50 عاماً)، صاحب أحد معامل الراشي ببغداد لـ"العربي الجديد"، إنّ "العراقيين ما زالوا يطلقون عليه فاكهة الشتاء، وهذا من حسن حظنا، فالعمل مستمر والإقبال طيب من الناس علينا".
ويضيف "يتبضع العراقيون من منتوجنا ويفضلونه على المستورد لجودته، لأننا نعمل أمام أنظار المواطنين ونستخدم السمسم المحلي ولا نقوم بإضافة أي مكونات غريبة بعكس المستورد".
ويوضح المتحدث: "بماكينتي العتيقة أعمل منذ 35 عاماً في سوق الصدرية المتفرع من شارع الملك غازي، ويتبضع من عندي أغلب أصحاب مطاعم بغداد والمحافظات، حيث يدخل الراشي في عمل (الحمص بالطحينة وتخمير اللحوم والسلطات) وفي الشتاء يرافق طلبيات المطاعم إقبال الناس على الراشي.
الحاجة مكية أمّ حسين (66 عاماً) تقول إن دبس التمر والراشي أكلتها المفضلة وهي في الوقت نفسه موروث عراقي قديم كوجبة مهمة لدى أغلب العراقيين بالشتاء بسبب ما تعطيه من طاقة وحيوية للجسم".
وتضيف "ارتبط إنجاب الذكور بتناول هذه الوجبة وينصح بها الرجال كثيرا الذين يعملون في مهن شاقة".
بدوره يقول سامر العياشي (35 عاماً): "أتبضع الراشي من المعمل ولا أشتري المستورد، لأن السمسم محلي والماكينة عراقية والعاملين عليها أيضا أبناء البلد وأمام أنظاري، وهكذا أضمن منتوجا خاليا من الغش الصناعي والإضافات الأخرى والمواد الحافظة، أنا أتبضع من هذا المعمل دون غيره".
وتقول الدكتورة كوثر الرماح (49 عاماً)، "لا يمكن الاستغناء عن وجبة الراشي بالنظر لما تحتويه من فوائد صحية وقيمة غذائية عالية فهو يدخل في تنشيط الخلايا ويقوي مناعة الجسم ويمنع حدوث التخثرات الدموية والجلطات، ويمكن القول إنه بمثابة صيدلية طبيعية في المنزل العراقي".