الفقر في القرى ينمي مبادرات "الصدقة" بالمغرب

22 نوفمبر 2017
ضحايا الفقر والهشاشة الاجتماعية (فاضل سينة/ Getty)
+ الخط -
دقّت فاجعة ضواحي إقليم الصويرة بالمغرب، الأحد الماضي، بعد وفاة 15 امرأة وإصابة سبع أخريات، من جراء التدافع الخطير بغية نيل حصتهن من المساعدات الغذائية التي تقدمها جمعية خيرية كل عام، ناقوس الخطر حول ما يمكن أن ينجم عن الفقر والهشاشة الاجتماعية من مآسٍ وكوارث إنسانية.

وأصبحت قرية سيدي بولعلام المنسية والمهمشة أشهر من نار على علم في المغرب؛ بسبب الكارثة الإنسانية التي حلّت بأرضها قبل أيام خلت، وتعتبر إحدى بؤر الفقر والهشاشة الاجتماعية وهو نفس حال نواحيها من دواوير وبوادي تعاني الفقر والحرمان.

وتقول الأرقام الرسمية عن منطقة سيدي بولعلام إن نسبة الأمية وسط سكانها البالغ عددهم ثمانية آلاف نسمة تصل إلى أكثر من 75 في المائة، وتتجاوز وسط نساء القرية 68 في المائة، وأكثر من 64 بالمائة من مساكن القرية قديمة وقد تنهار في أي لحظة.

ويتفشّى الفقر في هذه القرية بشكل كبير، يزيده تردي الأوضاع الحياتية فيها من قبيل نقص الخدمات الصحية، إذ يوجد فيها مركز صحي يمكن وصفه بالبدائي، وفق تعبير سكان القرية، علاوة على قلة الكوادر الطبية والتمريضية، وتردّي حالة الطرقات، وغياب المدارس والبنيات التحتية الضرورية.

وتفيد الإحصاءات الرسمية بأن عدد الفقراء انخفض في المملكة من 7.4 ملايين شخص سنة 2004، إلى 2.8 مليون عام 2014، لكنه ظلّ على حاله في القرى والأرياف، إذ إن من بين هذا العدد هناك 2.4 مليون فقير في الريف و400 ألف في المدن.


وأكدت المندوبية السامية للتخطيط في إحصاءات حديثة أن الفقر يظل ظاهرة قروية بامتياز في المغرب، حيث يبلغ معدل الفقر في القرى نحو 18.7 في المائة، وفي المدن 2 بالمائة فقط، كما أن 480 ألف شخص يعيشون في "فقر حاد"، ويشكلون 1.4 في المائة من سكان المغرب.

قرية سيدي بولعلام التي شهدت مصرع 15 امرأة ليست الوحيدة التي تُعاني من الهشاشة والفقر في البلاد، فهناك قرى أخرى توجد بضواحي مدن مهمشة بدورها، مثل زاكورة وميدلت وتاوريرت وصفرو والحسيمة والناظور، وغيرها من المناطق التي لا تقل فقراً ولا حرماناً عن سيدي بولعلام.

ويؤكّد الباحث السوسيولوجي محمد مجدولين في تصريحات لـ "العربي الجديد" أنه كلما زاد الفقر والحرمان والفاقة وسط السكان في قرية أو دوار ريفي في المغرب كثرت ثقافة الصدقة وتنامت ذهنية "مد اليد" إلى الجمعيات التنموية والخيرية التي صار كثير منها يسترزق على حساب جوع وفقر الساكنة.

ويشرح المتحدث ذاته بأن هناك جمعيات جادة تبتغي مساعدة السكان، فتوفر لهم معونات غذائية في عدد من المناسبات، خاصة في رمضان وعيدي الفطر والأضحى، وتساهم بشكل طيب في إدخال السرور على الفقراء، لكن هناك أيضاً جمعيات تتخذ من هذا العمل الخيري باباً نحو الاغتناء على ظهور الفقراء، من خلال نيلها دعماً مالياً من جهات أخرى داخل وخارج البلاد.

دلالات