مصطفى الحسن... الأكاديمي الشاب يصارع السرطان في السجون السعودية

15 أكتوبر 2017
الكاتب السعودي المعتقل مصطفى الحسن (تويتر)
+ الخط -


يعيش الباحث السعودي والروائي والأكاديمي الدكتور مصطفى الحسن ظروفاً سيئة داخل السجن بسبب إصابته بمرض السرطان، وذلك عقب توقيفه ضمن حملة الاعتقالات الأخيرة التي شنتها السلطات السعودية ضد عدد كبير من النخب السياسية والاقتصادية في البلاد.

وقالت مصادر في المعارضة السعودية لـ"العربي الجديد": "إن الأطباء أخبروا الحسن الذي تحتجزه السلطات السعودية في مكان مجهول خارج السجون الرسمية، بأنه يعيش أيامه الأخيرة بسبب إصابته بالسرطان في مراحله المتقدمة".



في حين أشارت معلومات تناقلتها وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن الحسن معتقل لدى سجون مباحث الأمن السعودي في الدمام.



ولد الحسن في مدينة الخبر شرق المملكة العربية السعودية عام 1976، وانضم مبكراً إلى جماعة الإخوان المسلمين التي كانت تحظى بدعم جزئي من مؤسسة الحكم السعودية آنذاك. وتدرج في الدراسة في كلية أصول الدين في جامعة الإمام في العاصمة الرياض، ثم انتقل إلى الأردن لإكمال دراساته العليا، ونال درجة الماجستير من الجامعة الأردنية عام 2004، والدكتوراه من جامعة اليرموك في التخصص نفسه. ثم انضم إلى الطاقم التعليمي في كلية المجتمع في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أستاذاً لمادة التفسير فيها.



وألّف الحسن العديد من الكتب والمؤلفات والرسائل؛ أبرزها كتاب "الدين والنص والحقيقة قراءة تحليلية في فكر محمد أركون"، وكتاب "النص والتراث، قراءة تحليلية في فكر نصر أبو زيد"، وكتاب "موجز في طبيعة النص القرآني".




كذلك أصدر أخيراً روايته الأولى بعنوان "عام الريح"، وكانت له العديد من المحاضرات والدورات عن التفسير القرآني والنص والكتابة في السعودية والكويت والبحرين وقطر والبلدان العربية. وأسس ملتقى النهضة الشبابي الذي عقدت دورته الأولى عام 2010 في البحرين، وتلتها الدورة الثانية عام 2011 في الدوحة بحضور الدكتور سلمان العودة والدكتور عزمي بشارة، وعقدت دورته الثالثة في الكويت قبل أن يتوقف المؤتمر لأسباب أمنية.



ومرّ الحسن الذي يصنّف دوماً على أنه من المعسكر الإسلامي التنويري الذي ينضم إليه عدد كبير من الشباب السعودي، وعلى رأسهم نواف القديمي، والمعتقل عبد الله المالكي، والمعتقل علي أبو الحسن، بعدد من المراجعات الفكرية قبل أن يقرر اعتزال جماعة الإخوان المسلمين السعودية التي نشأ فيها، بسبب جمود الحركة وعدم مواكبتها الأحداث المتلاحقة في المنطقة، والتي انتهت بالربيع العربي عام 2011.



لكن تيار الإسلاميين التنويريين الجديد الذي أخذ يتنامى بين الشباب السعودي أدى إلى تخوف السلطات من انتشار الأفكار الديمقراطية الداعية إلى المساواة والعدالة في توزيع الثروات، وتأمين مناخ حريات سياسي نسبي على الأقل، أدى إلى اعتقال مصطفى الحسن والعشرات من كافة التيارات السياسية والثقافية، وعلى رأسها تيار الصحوة الذي يعد الأكبر في البلاد.



المساهمون