57 ألف أسرة نازحة تعود إلى مناطقها في الأنبار

07 سبتمبر 2016
يعودون رغم انعدام الخدمات (تويتر)
+ الخط -


أعلنت السلطات الحكومية العراقية، اليوم الأربعاء، عن عودة أكثر من 57 ألف أسرة نازحة إلى مدن وبلدات مختلفة من محافظة الأنبار استعادت قوات الجيش والعشائر مؤخرا السيطرة عليها.

وأوضحت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخه منه أنّ "الإحصائية الأخيرة لعدد الأسر النازحة العائدة إلى مناطقها المحررة في الأنبار خلال الأسبوع الجاري بلغ أكثر من 57 ألف أسرة".

وأضاف البيان أن "هذه الأسر تتوزع بين مدينة الرمادي بواقع 40552 أسرة، وإلى هيت بلغ عدد الأسر العائدة 7102 أسرة، و3700 أسرة عادت إلى بلدة الكرمة شرق الفلوجة، فيما عادت نحو 1535 أسرة إلى مدينة الرطبة أقصى غرب الأنبار".

كما أشار إلى أنّ "2893 أسرة عادت إلى بلدة الخالدية شرق الرمادي، فيما عادت 1204 أسر إلى مدينة حديثة غرب الأنبار. كما شهدت أطراف مدينة الفلوجة عودة 150 أسرة إلى منطقتي الحصى والنساف".

وتأتي عودة الأسر النازحة إلى مدن وبلدات وقرى الأنبار، في وقت تستمر فيه القوات العراقية بالتقدم نحو المناطق الزراعية المحاذية لنهر الفرات شمالاً، في جزيرتي الخالدية والرمادي وجزيرة هيت.

واستمرت مناشدات الأهالي والناشطين والوجهاء طيلة الشهور الماضية للحكومة العراقية بضرورة الإسراع في إعادة النازحين إلى مدنهم وبلداتهم المحررة، بعد أن أخذت إجراءات إعادة النازحين وقتاً طويلاً. في حين يكابد النازحون قسوة الظروف في المخيمات.



وتشوب عودة النازحين إلى بلداتهم في الأنبار، مشاكل جديدة أبرزها عدم وجود بدائل للسكن لمن دمرت أو احترقت منازلهم بالكامل، وشح الخدمات من مياه وطاقة كهربائية واتصالات وضعف حركة الأسواق وتوقف الأعمال.

وبيّن حسن الدليمي (39 عاماً) أحد النازحين العائدين إلى أطراف الفلوجة أنّ "هناك مشاكل عديدة، منها عدم توفر المواد الغذائية، فالأسواق مدمرة وما تبقى منها لم يفتح حتى الآن، ولا يوجد تيار كهربائي ولا مياه ولا خدمات أخرى".

وأضاف "الأمر لم يختلف علينا كثيراً، فقد قضينا أسوأ أيام حياتنا في مخيمات النزوح وسط الصحراء بلا طعام ولا مياه شرب ولا أدنى وسائل العيش البشري. لكن كان على الحكومة العراقية أن توفر ما نحتاجه قبل إعادتنا إلى بلداتنا".

كذلك الحال بالنسبة لياسين الكبيسي الذي عاد بأسرته من رحلة النزوح الطويلة مؤخراً إلى مدينة الرطبة غرب الأنبار. وقال "النازحون في المخيمات مستعدون للسكن بين أنقاض منازلهم بسبب المعاناة الشديدة في المخيمات".

وأضاف لـ"العربي الجديد" "نحاول البدء من الصفر في مدننا، ونسكن حتى بين أنقاض منازلنا المهدمة ولا خيار آخر أمامنا، لكننا نطالب الحكومة العراقية في ذات الوقت بتوفير الخدمات لمدننا المحررة من جديد".

وشكا عدد من النازحين العائدين إلى مناطقهم من تعقيد الإجراءات الروتينية خلال عودتهم، والتي تبدأ بتدقيق أسمائهم وأسماء أسرهم، بما في ذلك النساء والأطفال، قبل السماح لهم بدخول مدنهم مرة أخرى.

في المقابل، تقول السلطات الأمنية العراقية إن هذه الإجراءات لا بد منها لمنع دخول العناصر المشتبه بها، أو المنتمية لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مرة أخرى إلى المدن المحررة.