مع زيادة حركة السفر وأعداد السياح الروس الذين زاروا دولاً عربية، ازداد أيضا إقبالهم على تناول المأكولات العربية في بلدهم، ولم يعد رواد المطاعم العربية بالعاصمة الروسية يقتصرون على أبناء الجالية.
وحول تطور حركة المطاعم العربية بموسكو، يوضح رياض الحلبي، وهو أحد القائمين على سلسلة مطاعم "كامبوس"، أنها بدأت في محيط جامعة الصداقة بين الشعوب جنوب غرب موسكو قبل أكثر من 20 عاما، ثم توسعت لتشمل مختلف أحياء المدينة.
ويقول الحلبي، الذي يقيم في موسكو منذ 14 عاما، في حديث لـ"العربي الجديد": "هناك إقبال على المأكولات العربية في روسيا وأوروبا بشكل عام، وأصبحت مثل الموضة". ويضيف: "في البداية كان هناك رواد كثيرون من بين العرب العاملين بالسفارات بموسكو وطلاب جامعة الصداقة، ولكن بعد توجه الروس للسفر إلى بلدان العالم العربي، أصبحوا هم أيضا يعرفون أسماء وطعم المأكولات العربية مثل الفلافل والحمص، ويأتون إلينا ليعيشوا الأجواء التي عاشوها أثناء عطلاتهم".
ويتابع أن "قائمة الطعام تضم قسما للمأكولات العربية وآخر للأوروبية لإرضاء جميع الأذواق، بالإضافة إلى النرجيلة والموسيقى والأجواء الشرقية".
ويوضح أن الزبون العربي المقيم في موسكو غالبا ما يفضل القائمة العربية، بينما يسعى السائح العربي لتذوق وجبات أوروبية، كما أن للبنانيين والسوريين الحصة الأكبر بين زبائن المطعم نظرا لكثرة عددهم في روسيا بشكل عام.
وحول آفاق بزنس المطاعم العربية في موسكو، يتابع: "إذا حسبت عدد السكان في موسكو البالغ أكثر من 12 مليونا، وعدد المطاعم العربية، فأعتقد أنها قليلة. أصبح الناس يعرفون ما هي المطاعم العربية، وهناك إقبال عليها".
ومن أجل جذب رواد من بين أبناء الجالية العربية في موسكو، يوجد بالمطاعم دائما موظف ناطق باللغة العربية، بالإضافة إلى "أيد شرقية" في الطبخ.
ووسط حياة في بلد يخلو من أي مظاهر ثقافية عربية، تبقى المطاعم العربية بموسكو ملاذا لأبناء الجالية الذين يفتقدون أجواء بلدانهم، وأيضا للروس الذين يشعرون بالحنين لأيام جميلة قضوها أثناء رحلاتهم إلى دول عربية.