نموذج موجز لمراقبة التفاعل بين المدرّسين والتلاميذ

16 سبتمبر 2016
من شأن هذا الاهتمام أن يدعمه (لاري سميث/ Getty)
+ الخط -
يُعدّ التفاعل بين التلميذ والمدرّس خلال اليوم الدراسي، من العوامل المؤثّرة في النتائج السلوكية والأكاديمية للتلميذ. وقد طوّر باحثون من كلية التربية في جامعة ميسوري الأميركية أخيراً، طريقة جديدة لمراقبة التفاعل بين المدرّس وكلّ تلميذ في الفصل وقياس درجة هذا التفاعل. شملت الاختبارات فصول المرحلة الابتدائية الأولى، وقد وجدت ويندي رينكة، الأستاذة في التعليم وعلم النفس الإرشادي والمدرسي، وزملاؤها الباحثون، أنّ التلاميذ الذين لا ينالون الاهتمام الكافي من مدرّسيهم، من المحتمل أن يواجهوا مشكلات تتعلق بتنظيم عواطفهم وبالتركيز، وكذلك بالسلوك (تخريبي).

وبيّنت هذه الدراسة التي نشرت أخيراً في دورية "التقييم من أجل التدخل الفعال"، أنّ المدرّسين خصّصوا اهتماماً أقلّ للتلاميذ الأميركيين من أصل أفريقي والذكور والذين يحصلون على وجبة غداء مجانية أو بسعر مخفّض.

ترى رينكة أنّ "اكتشاف طريقة أو وسيلة فعالة ودقيقة ومتسقة لمراقبة تفاعلات المدرّسين مع تلاميذهم أمر مهم، ليس فقط من أجل البحث العلمي إنّما بهدف تقييم المدرّسين وتدريبهم كذلك". وتشدّد على أنّ "متابعة التفاعل بين التلميذ والمدرّس أساسية، لأنّ التلميذ سوف يكرر التصرفات نفسها إذا كانت تجذب الانتباه وتحظى باهتمام ما. فإذا كان المدرّس يهتم بتلميذ معيّن بسبب سلوكه الاجتماعي الإيجابي مثنياً على عمله الجيّد، فإنّ التلميذ سوف يكون أكثر استعداداً لتكرار الفعل الإيجابي نفسه في المستقبل، نتيجة ذلك. وإذا كان المدرّس يهتم بتلميذ بسبب مشكلاته السلوكية، فيؤنّبه مثلاً لتعطيله الصف أو إزعاجه، فإنّ التلميذ سوف يكون أكثر عرضة لتكرار مثل هذا السلوك في المستقبل، خصوصاً إذا كان هذا هو السبيل الوحيد للحصول على انتباه واهتمام المدرّس به.

أطلق على نموذج الرصد الذي وضعته رينكة وزملاؤها الباحثون "النموذج الموجز لمراقبة التفاعل بين المدرّسين والتلاميذ في الفصول". ويمتاز هذا النموذج بمدّة المراقبة القصيرة، التي تقتصر على خمس دقائق لتقييم سريع لتفاعلات المدرس. ويمكن لمراقبي الفصول استخدام هذا النموذج لرصد التفاعلات القصيرة بين المدرّس والتلميذ، بهدف تحديد طبيعة هذه التفاعلات سواء أكانت إيجابية أو سلبية. ويشير تربويون إلى أنّ هذا النموذج فعال بما يكفي لكي يسمح للمراقبين بجمع ملاحظات حول تفاعل المدرّس مع كلّ تلميذ في الفصل، في وقت قصير نسبياً.

المساهمون