العطلة الصيفية في المغرب.. الداخل للفقراء والخارج للأغنياء

03 اغسطس 2016
يقضون العطلة في المدن الداخلية (عبد الحق سنة/ Getty)
+ الخط -

 


تضطر العديد من الأسر الفقيرة أو ذات الدخل المحدود في المغرب إلى إلغاء فكرة السفر في عطلة الصيف لأسباب مادية واقتصادية بالأساس، أو الذهاب عند الأهل والأحباب في مدن أو بوادٍ أخرى بالبلاد توفيراً للتكاليف، بينما تختار الطبقة المتوسطة إيجار شقق مفروشة في إطار السياحة الداخلية.

وفي المقابل، يفضل عدد من الأثرياء ورجال الأعمال المغاربة قضاء عطلتهم الصيفية خارج البلاد، منهم من اختاروا السفر إلى الجزر الشهيرة باستقطابها مشاهير العالم، ومنهم من قرروا تمضية العطلة في بلدان بأوروبا وأميركا اللاتينية، فيما اختار وزراء مغاربة قضاء العطلة داخل البلاد.

وتقول سميرة يزي؛ أم لأربعة أطفال تعيش بضواحي الرباط، في تصريحات لـ"العربي الجديد" إنها لا تفكر في قضاء العطلة الصيفية لهذا العام سوى في بيتها، لأنها لا تملك المصاريف التي تكفي للسفر إلى مناطق سياحية بالبلاد، موردة أنها تدفع أبناءها للعمل لتوفير مصاريف الدراسة العام المقبل.

وبخلاف سميرة، ينوي محمد العميري، موظف وأب لثلاثة أبناء، أن يحمل معه أطفاله إلى منزل شقيقه الذي يقطن في إحدى البوادي بنواحي مدينة سطات وسط البلاد، مضيفا أنه يحاول ضرب عصفورين بحجر واحد؛ إحياء صلة الرحم مع أخيه وأبنائه وتمضية العطلة بعيدا عن جدران بيته.

وإذا كانت عائلات ترفض فكرة السفر في العطلة الصيفية، أو تذهب لقضاء بضعة أيام عند معارفها في مناطق أخرى، فإن هناك عائلات "تقترض" من أجل تمضية العطلة الصيفية في مدن ساحلية أو مناطق جبلية، وهو حال فؤاد يرزيزي، موظف، يقترض من إحدى مؤسسات القروض الخاصة ليحمل الأبناء إلى مدينة الجديدة لقضاء العطلة هناك.



وفي المقابل يمتلك أثرياء ورجال أعمال مغاربة العديد من الخيارات أمامهم في ما يخص تقضية العطلة الصيفية هذا العام، منهم من صرح للموقع بأنه سيمضي شهر أغسطس/ آب في جزر الكاريبي، وآخرون يفكرون في قضاء أيام ممتعة في ماليزيا، وآخرون فضلوا شواطئ اليونان والبرازيل.

ويقول محمد الشامي، صاحب وكالة أسفار، لـ"العربي الجديد"، إن الكثير من الميسورين أخذوا تذاكر السفر إلى وجهات سياحية فخمة، بعضهم اختاروا الذهاب إلى بلدان في أميركا اللاتينية وآخرون سافروا إلى إندونيسيا والصين، مشيراً إلى أن الوجهة التركية ألغيت بشكل كبير هذا العام بسبب الأحداث الحاصلة هناك.

وأما وزراء الحكومة المغربية فليست لهم هذا العام فرصة كبيرة لقضاء الصيف خارج البلاد، كما دأب بعضهم على فعل ذلك في سنوات ماضية، بسبب انشغال الكثير منهم إما بمهامه الوزارية المستعجلة أو بسبب التحضير للانتخابات التشريعية المقبلة المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول 2016.

وهكذا فإن حكيمة الحيطي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، لن تحصل على عطلة صيفية هذا العام، ولن تسافر إلى الخارج كما في سنوات سابقة، بسبب انشغالها في الإعداد لقمة التغيرات المناخية التي يحتضنها المغرب في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

ويفضل وزير التشغيل عبد السلام الصديقي السفر إلى إسبانيا في الصيف، لكونه "يريد الانفتاح على تجارب أوروبية وثقافات جديدة وحضارات أخرى"، بينما مولاي حفيظ العلمي، وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الرقمية، يؤثر السفر إلى بعض مدن شمال المملكة لجمالها وهدوئها.