الحطّة الفلسطينية تراث خالد صيداوي

19 اغسطس 2016
لم تعد القهوة تؤمّن قوت يومنا (العربي الجديد)
+ الخط -
لفلسطين "نكهة خاصة" يتوارثها الأبناء من آبائهم، بحسب ما يؤكّد أهلها في الشتات، ويحاولون الحفاظ على التراث الذي حمله الأهل معهم على الرغم من مرور عقود على اللجوء، فيبقى الوطن حاضراً في أذهانهم على الدوام.

لم يبصر خالد سعيد صيداوي، النور في فلسطين في عام 1962، بل في لبنان، واحد من بلدان اللجوء. هو من مواليد عام 1962، وفلسطين حيّة فيه، إذ ما زال متمسكاً بتراثها وعاداتها، ويحفظ الكثير عنها "على الرغم من أنني لم أستحم في مياه بحر عكّا ولم أنعم بشمسها". إلى عكّا تعود جذور صيداوي، تحديداً إلى بلدة عين الستّ التي تشتهر ببلحها، والتي يمرّ فيها "الترين" (القطار) كما أخبره والده.

ينقل صيداوي عن أهله، أنّهم عندما تركوا فلسطين في عام 1948، بسبب العدوان الصهيوني واحتلال الأرض، توجّهوا إلى الجنوب اللبناني. في البداية، سكنوا في منطقة الصرفند، لكنّهم فضّلوا مع مواطنيهم الانتقال إلى منطقة البركسات في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، بعد وقوع أحداث أمنية في تلك المنطقة. ويوضح أنّ "منطقة البركسات تضمّ خليطاً من الناس. هو مزيج فلسطيني وطني اجتمع في هذه المنطقة، من مخيّم تل الزعتر (شرق بيروت) الذي هُجّر أهله في أثناء حرب لبنان الأهلية، ومن مخيّمات بيروت ومناطق لبنانية أخرى. وقد لجأ هؤلاء إلى هذه المنطقة بعد تضرّرت مناطق سكنهم نتيجة حرب لبنان". ويشير صيداوي إلى أنّ "سكان منطقة البركسات، هم أناس فقراء بسطاء، كحالي". هو يسعى منذ ساعات الصباح الأولى إلى رزقه، يركب دراجته ويسير بها في شوارع مدينة صيدا ليبيع القهوة لزبائنه. يُذكر أنّه متزوّج، وله ثلاثة أولاد، ابنة واحدة وابنان تزوّجا وأنجبا.

يقول صيداوي "أعمل في بيع القهوة على دراجتي منذ 17 عاماً، على الرغم من أنّني أعاني من تضرّر شبكة عيني اليسرى بسبب التعب والضغط. خضعت للعلاج، لكنّ عيني الأخرى أصيبت أيضاً". إلى ذلك، عمل صيداوي في مجال البناء، وقام بأشغال عديدة، منها التمريض قبل عام 1982 فيما اشتغل كذلك في مجال الكهرباء. يضيف: "بعدما لم أتمكّن من الاستمرار في تلك المهن، عمدت إلى بيع القهوة. لكنّ ذلك لا يؤمّن لنا قوتنا اليوم، زوجتي وابنتي (22 عاماً) وأنا".

من جهة أخرى، يفتخر صيداوي بـ"الحطة" الفلسطينية التي يضعها. يقول: "لا أتخلّى عنها. هي تراثي، ودليل وفاء لفلسطين". يضيف أنّ "والدتي ما زالت تحدثنا عن فلسطين وتاريخها حتى اليوم. وتحكي عن الأراضي التي كنا نمتلكها". يتابع: "أنا متمسّك بحقّ عودتي كفلسطيني، إلى فلسطين. فأرضي حقّ شرعي لي ولأولادي".

المساهمون